محمود درويش

1941-2008 / الجليل / فلسطين

الحديقة النائمة - Poem by محم

سرقت يدي حين عانقها النوم
غطّيت أحلامها
نظرت إلى عسل يختفي خلف جفنين
صلّيت من أجل ساقين معجزتين
إنحنيت على نبضها المتواصل
شاهدت قمحا على مرمر ونعاس
بكت قطرة من دمي
فارتجفت
الحديقة نائمة في سريري
ذهبت إلى الباب
لم التفت نحو روحي التي واصلت نومها
سمعت رنين خطاها القديم وأجراس قلبي
ذهبت إلى الباب
- مفتاحها في حقيبتها
وهي نائمة كالملاك الذي مارس الحب
ليل على مطر في الطريق ، ولا صوت يأتي
سوى نبضها والمطر
ذهبت إلى الباب
يفتح الباب
أخرج
ينغلق الباب
يخرج ظلي ورائي
لماذا أقول وداعا ؟
من الآن صرت غريبا عن الذكريات وبيتي.
هبطت السلالم
لا صوت يأتي
سوى نبضها والمطر
وخطوي على درج نازل
من يديها إلى رغبة في السفر
وصلت إلى الشجره
هنا قبلتني
هنا ضربتني صواعق من فضة وقرنفل
هنا كان عالمها يبتدىء
هنا كان عالمها ينتهي
وقفت ثواني من زنبق وشتاء
مشيت
ترددت
ثم مشيت
أخذت خطاي وذاكرتي المالحه
مشيت معي
لا وداع ولا شجره
فقد نامت الشهوات وراء الشبابيك
نامت جميع العلاقات ،
نامت جميع الخيانات خلف الشبابيك
نام رجال المباحث أيضا
وريتا تنام … وتوقظ أحلامها
في الصباح ستأخذ قبلتها
وأيامها
ثم تحضر لي قهوتي العربية
وقهوتها بالحليب
وتسأل للمرة الألف عن حبّنا
وأجيب
بأني شهيد اليدين اللتين
تعدان لي قهوتي في الصباح
وريتا تنام … تنام وتوقظ أحلامها
- نتزوج؟
نعم
- متى ؟
حين ينمو البنفسج
على قبعات الجنود
طويت الأزقة ، مبنى البريد ، مقاهي الرصيف ، نوادي
الغناء ، وأكتشاك بيع التذاكر
أحبّك ريتا . أحبّك . نامي وأرحل
بلا سبب كالطيور العنيفة أرحل
بلا سبب كالرياح الضعيفة أرحل
أحبّك ريتا .أحبّك . نامي
سأسأل بعد ثلاثة عشر شتاء
سأسأل
أما زلت نائمة
أم صحوت من النوم
ريتا ! أحبّك ريتا
أحبّك
212 Total read