عشرون عاما
أثقـب الأرض
ولكن ، لم أجـد مـاءً
ولـم يبتلَّ ريقي
كم ذا حفرتُ
فصارت الصحراء أكوامًا
من الرمل
جحورا للسباع
فيا إلهي كم شقيتُ
وكم بكيتْ
لمّا تزلْ كفاي تجترحُ الكهوفَ
ليسكن الذئبُ
وأبقى دون بيتْ
أوغلت في الحفر
فغاصـت أضلعي تحت الرمالْ
وأظافري كم قصفتها الحصى
كفاي أُدميتا
فرأيت في أفقيهما بغدادَ
بعد الطعن في الظهر
انـحنيتْ
ورأيت دجلةَ ساجيا
متخضب الإبطين بالحناء
خلت الماء ميتْ
لامسته متوجسا من صمته
وندهت من وجع الهوى فيما رأيتْ
أدنيت كفي من فمي
لكنما
أنا ما شربت وما ارتويتْ
وجحافل الماء السراب
تخيفني مما سعيت لها لتطفئني
ولكني اكتويت
عشرون عاما يا إلهي
أقتات من روحي
وألهث خلف أوهام .. فويْ
ويْ كأن العمر يُطوى دون معنى
أيَّ طيْ
صحراء ليس بها اخضرار
كي أميل عليه جسمي
حين يثقل جسمي الجاني علي
لا شيء فيها أخضر
إلا .. رأيت ـ مع المغيب _ تباين الألوان
في حرباء أعياها الوجوم
فخلتها ترنو إليْ
عطشانة ؟؟
جوعانة ؟؟
ولعلها ترجو السماحة من يدي
ضجرت من الأرض اليباب
وأوجدت دمعا
ونامت فوق عشب خيالها
لكنها ماتت ولم تقتت بشيْ
أنا يا إلهي ليس لي في هذه الدنيا سوى
أنسام عفوك ، علها تندي بفيْ
عشرون عاما يا إلهي لم أزل
أحثو التراب .. ولم أزل
أجثو على راح اليدين وركبتي