سفنٌ وضوضاءٌ وصفّ من صناديق ثقيلة
والرافعات تمدّ في الجوّ الهجيريّ العنيفْ
وتدير أدرعها الطويلة
سوداءَ مثقلةً،يئزّ صريرها الصلب المخيفْ
ويذوب أنّاتٍ عليلة
الرعب يلمع في العيون وصيحة ويد تشيرْ
الواقفون برعبهم يتدافعون هي الذراعْ
تهوي توحّشت الذراع وجنّ وانفجر الصريرْ
كابوس ثانيتين ،أحداق تقلّب في ارتياعْ
كتلاً من الصلب الصدئ ،وهيكلاً ، ودماً يسيلْ
من يعرف الآن القتيلْ ؟
لا يعرفونْ
إلاّ اسمه ، حتى اسمه بتمامه لا يعرفونهْ
ويقال إنّ له بناتٍ في مكان يجهلونهْ
ناءٍ ، وليس له بنونْ
في جيبه ظرف عتيقْ
ورسالتان ، وفي جيوب ردائه الخلِق الرقيقْ
وجدوا نثاراً من نقودْ
هي كلّ ما استبقاه من ايّام غربته الطويلة
ومن المهانة والضياعْ
قطعاً مدوّرة صقيلة
بيضاً سوى نقط بلون الجمر ، من دمه المضاع