سبّورة من معهدك تخلع حائطها
تروغ عن عموديّتها
تستدير تترامى على أفق نعشك
رذاذ الطباشير يُعربك
مبنيّاً على السكوت
وممنوعاً من الحرف
نظّارتك الداكنة لا ترى من بعيد
ملّوية المقبرة التي وضّأتْها الصواعق ذات مطر
نظّارتك وحيدة تتلطّخ بحمأ الخنجر
إسطوانات موسيقاك لا تدري
في أيّ دنّ كنتَ تُعتّق حنجرتك
وفي أيّة جرّة تُخبّىء حداءك
أيّها البدويّ الناشف مثل مقالع الرمال
مثل أحجار قصائدك وكؤوس برتقالك
من بئر مُرّ كنت تسقي براعم حضورك
لذا كانت تبدو على جبينك
ضراوة التأمّل
بنّيّةً مائلة لاخضرار الطحالب دائماً
ورغم محاذاتك للأنهار العتيقة
لم تشاغل الطين ببصمة من أناملك
لا نخل ولا أثل في خدّيك
وفي عيونك تتلاقح الرؤى
مثلما تتعانق الضفادع في البرك الضحلة
وعلى امتداد هذا الغروب الشاسع
زُفرتْ لفقدانك حسرة لاتحثّ على البكاء
ولا تستلزم العويل
على أفق السبّورة
نظارة داكنة وخنجر
وغبار من دمك