ستراهُم مكتئبين به أحيـــاناً منشغلين مساءً يفتـــــحُ أزرار
العتباتِ يكُوكب حُمّــــاهُ له أن يقرأ ما كتبوه على لـــــــوح
الكتفين تراتيلُ الأحجارِ يُردّدها وجـــهٌ ينساهُ اسمٌ ينســـاه
وحيداً بين معابر هذا الضّوء لجُبّ الأحوال لقُبّتها يهتف يا
أنت سحابتي الزّرقاء تكونُ له سرّ الكلمات
وترافقنا
منّا اقتربت
جهةٌ نتوحّدُ في ترنيمةِ عُزلتها
لونٌ يحتملُ التّكوينَ رميتُ الصّوتَ كريماً ها هو يوقظُ
سوسنةً لم يكترثوا لمداهُ لهُ أنحاءٌ منتصراتٌ كان صديقاً
للدّهشةِ يلهُو أجمل ما يلهو ببدايات الطّرقاتِ لماذا في
الهمساتِ اكتملوا تلك النّخلةُ أوّلُ من علّمهُ أشياء غوايته
أوصاهُ بحوض ظلالٍ مُرتجفاتْ
كان بطيئاً مرتبكاً يسعى ويخاطب
كان إليها منحدراً
ومسافته
تتعهّد حيرتَهُ
قادتهُ طفولةُ نهرٍ حين أحبّ أواني الفخّار
الزّليجَ الزرابي مسكَ اللّيلِ الوشمَ بقايــــا
النّغمةِ والنّجمـــاتْ
لم يجعلْ من أطيافِ الشّرقِ مكاناً لم يـــخلُقْ من شمـــــسِ
الشرقِ كتاباً كان الفجع لأقسمتُ بمـــاء سَبُــو جهـــــــتي
أنقاضٌ هائمةٌ يرمونَ حنين الطّفلِ بأحجار تمائمهم وحنيناً
صاحبَ أقواساً خشباً شُبّـــاكاً ترتيلاً نقشاً حرّض أنساماً هُنّ
لهُ نقراتْ
أو كنّ له غصنين
سيركبُ ليلتهُ حتّى يلقاهُ ضجيج البئر
تمهّـــلْ يا مــــنْ
أهديتَ قرنفلةَ الأسفارِ إلى خطّ سيصير خطوطـــاً معجبةً
بمتاهِ نُخيلاتٍ ضمّته إلى أفياءِ وداعتها سمّوهُ بما شاؤوا من
يأسٍ أو أشباحٍ فاجتمعت في الكفّ بِحارُ الكونِ سيدخـــل
صرختها
ينشدُ ملحونَ الجمرة
فالجمرةِ
هل من لطخاتِ نزيفٍ هادئةٍ
يتشكّلُ
حتّى يلمَسَها
متوسّدةً بوّابةَ وحدتها
في البرد تموت
يتقدّم في أصداء النّهر
ولا أعماق لغير دمي
طفــــــــــلٌ
في غرفــــته
يهجُرُ تاريخ بــــــلادٍ
يهجُــــرُ مأتم أضرحةٍ
وبيـــــــوتْ
وصديـــقــي
الأزرق يكشـــــفُ لي عن نــــــارِ ســـــــريرته شطحاتٍ راسخـــةً في
الشّـــوقِ لماذا تَنزفُ تلك بـــرودتها اختبــــــــأت فــي خُرصــــــانِ
الغُـــرفُ السّـفليّةِ لا النّســيانُ يهدّدها
لنهارِ الشّعـــرِ يفكّــكُ دائرةَ الأحــراشِ اللّيــلةِ يبغتُ هذا الطـّـــفـــل
الشّرقيّ علــــــى عتبـــــاتِ الدّبـّـــاغين العطّـــارين هنالــك أرصــــدُ
منخطفاً باب المحــــــروقِ وذاك نعـــمْ سيّـــدي التوشيـــحَ نســـــيتُ
على لوح الصّلصال التقينا ذات مساءٍ في أعضائي
كان لوشوشةٍ مترقّبةٍ يقرأ ما لا يفهم واقرأ
ما لا يفهــــــم خاطـــــــبْ عصيـــانَ قرنفـــلةٍ جسمــــي ممســـــوسٌ
ينخســــفُ
ستسافرُ عينُكَ بين شُقوقِ الأنهارِ يُعاشركَ الملكوت
كتفـــاهُ
على أعشابِ حصير
ترتخيان
وتجلّلهُ
أشجارُ الماءِ كلاماً
أملس
في منخفضاتِ الجمـــرةِ
ينكشفُ
من أجلِ اللّيــلِ صَمُـــوت
وأقولُ أنا أنتُم يعلُوني موّالٌ من سهلِ الشّاويةِ اليومَ انحبستْ
أضواءُ الحُلمِ ترامت وانبسطت
هَيْلي يَوَى
اختطفوا جسمي عُضواً عضوا ورمونا في دهليـــز ســــرّيٍّ لــــــــم
ينطق باسمِهِ إنــسٌ أو جانٌ ما جاء كتابٌ أخرسُ في الــــوطـن
العربيّ بغير قبابٍ أو صلواتٍ خاشعةٍ تنحلُّ على أحبــــاب
الحقِّ مشـــانقَ
رأسٍ حجْمُ مسافِتِه النّــــاسُ الفُقراءُ تعــــالوا يا
أحبابُ هُنــا العينُ اتّسعت
حتّى ضاقت
عنها سعة الجسمِ المجموع المُفرد وانتشروا في النّـــــــهرِ
يكونُ لكُم مأوىً لا مأوىً غيرُ هبوبٍ يأتلفُ
يهيّئ يومَهُ لرصاصةٍ
ورصاصةٍ
جمعٌ رصاصٌ
هل يُصالحُ موتَهُ
هبّت على شفتيه لفحةُ قبرها
من فأس
كانت حُلكةُ البارودِ تبدأ كلّ ساريةٍ
تُعايِنُ هدْمَها
بيـــروتُ
تُعلِنُ عن مداهُ ويكتفي بالعين لا خبر الحُروف تسلّلتْ
بعضاً إلى بعضٍ ولم يبلغ بعيداً كان يسألُهُ تفضّل يا خراب
الشّرقِ أنت ولايتي من قال سقفُ الدّمع يأوينا كعــــادته
اقتفى وجهاً يصدّق ما رآه ولا يراه محا الطّرائقَ وانتشى
لم يسترح
جمعته أعيادُ الخُطُوطِ بلعبةٍ من أين يبدأها يباركُ رعدَهُ هذا
البياضُ لهُ وذاك الخوفُ يسمعُهُ وبينهما حجابُ الضّجــّــةِ
الأولى
تيقّنَ أنّ خطـــــوتَهُ السّــؤال ونخـــلةٌ
جاءت تباغتُهُ بياضُكَ طلسمٌ ولك الفراغ
هذا زمني
وأرابِطُ في أنساغِ يقيني
ينفُرُ منّي الصّمتْ
وتبقى حُنجرتي حمّالةَ
هذا الصوت المسلول الصّافي الموســومِ
بماء الورد
في الجهة الأخرى صلصـــــلةٌ ماذا يقرأ هذا الميّـــت في
حفرتهِ تتدلّى الحُفرةُ من هذا الميّت لا تسأل علّقنا سبباً
وقتلناهم لن يحتفل الموتُ بغير الموتِ تقدّم حتّى ينشطر
الماءُ البنّيُّ فتسكن ريح صباحك إن الحضرة بين سبُــــو
ومساء أعزل في بردى تتأجّج حمّلْ أرضك بالأضواء تهبّ
على ليلتك الذّكرى
جسدٌ يتصدّعُ في صحراء الخشــــــيةِ
حين يؤالفُ بين العيد وبـــــــين الموتِ يمجّدُ ماء الهتك
ولا نومَ تثقّبُ رائحة الخشخاشِ تُحصّنُ عينك تنسى أن
تتوارى في المتوحّد صدّقني هل خطّت أو رصدتْ أعماقُك
شيئاً من عشقٍ وسهاد
بيروتُ لها أطفالٌ يلتقطونَ حصىً
أعضاءً
مقطعَ أغنيةٍ
ساحةَ نومٍ
تعتيمَ رماد
يرنونَ إلى ما يشبه عاصفةً فيلاحقني موتٌ يسقُطُ بعضي
حنّتْ لي عائلةُ الصّرخاتِ يداك بماء النّيل تُعــيدان إليّ
نشيدَ الضّوء وهذا النّخلُ صديقُ الدّهشـــةِ يقترب
كنّا نجلسُ في نفسِ الشّرفةِ
نشربُ نفس الشاي
تهامسنا
زرقةُ حقلٍ كانت تجري بين الأطفال دعوتُ النّهر إلى
حُلمي ونساءٌ هُـــنَ على صوتي غبشٌ وسحائبُ حنّاء
سلّمتُ صداي لُعشبِ سَبُو
هُو ذا جسمي احتضانٌ للمنافي خِطَطُ التّدوين ضاعت
والإشاراتُ التي خلّفتها بين البياض انسحبت خلف سماءٍ
لن تراني
يتهجّى دَمَهُم بين نخيل ودخانِ
ردّدوا الصّمت عليه
عيّنوا الجُرح وقولوا أين يُخفي الدّمعُ عنّا جثثاً
يحتشدُ الشّرقُ على دفّةِ صحراء
على سارية القتل
سلوني عن هبوبٍ ينشدُ الغيم أغانينا
استعادت هدمَهَا
والكلماتُ احترقت بين يديه