دائماً على رأس عملي كزوج
في السرير
في المكتبة العامة
وأمام إشارات المرور
وأسماك الزينة
ولكن ما إن أسمع صوتها
حتى أصاب بالكساح الجنسي والعمى الوطني
ويقع ما بين يدي
وتتسخ ثيابي كدفتي كتاب مقروء
وعندما تظهر شبه عارية
تصرح أدوات تعبيري في وجه القدر والطغيان
كما لم يصرخ ثائر من قبل
وأنت ترقدين في إحدى المصحات البعيدة
وصليب من القطن حول رأسك النبيل
أهتف لك: لا تبالي
لا ينقصك إلا ناقوس وكنيسة
وعندما أعود بعد شجار عابر مع المنظرين والدهماء الغرباء
وعلى فمي ولساني صليب مماثل من الضمادات
أقول لك
لا تبالي إنها مجرد إصلاحات طبية وسياسية
فجأة أتذكرك
كما يتذكر المناضل القديم
الكلمات والشعارات التي خطّها بدمه
على برقيات التأييد والاستنكار وجدران السجون
وأخاطبك همساً بأكثر من اسم
لأضلّل رجال الأمن والدين
لقد أبعدك الآخرون عن دفاتري
ولكنك ما زلت في قلبي كالإيمان بالله
حتى وأنا في الحانات وعلب الليل
ولا أستطيع أن أردّد اسمك كثيراً
خارج أوقات الصلاة
حتى لا أعتبر أصوليّاً
وتقرأ قصائدي على هذا الأساس
ثم دعينا من كل هذا وذاك
ماذا حلّ بشعرك الأسود الطويل
أما زال المارة لا يفرّقون بينه وبين المطر
وقبلاتك على وجوه أطفالك
أما زالت قصيرة وممتعة
كإغفاءة العامل المجهد عند الصباح
بين الفينة والفينة أكتب اسمك على دفاتري
وأمحوه أكثر من مرة
لأعيد الحياة والكرامة لها
لقد تلقت في غيابك الكثير من الصفعات والإهانات
آخر أخباري مثل أولها
إنني مثل رومل أقاتل على عدة جبهات
( الشعر، المسرح، الصحافة، الأصدقاء، الأعداء)
خائضاً حتى الركبتين
في مستنقع الفقر والفقراء
على كل حال جهزي إطاراً أخضر لصورتي
لأنني سأموت في الربيع