محمد الماغوط

1934-2006 / سوريا

مشروع فراشة - Poem by

والآن جاء دورك
أيتها المرفرفة حول دفاتري
كفراشة المصباح
أو المسمار الضال
حول خشب الصليب
قد أنسى مواعيد الطعام والشراب والدواء
وحتى الصلاة والدعاء
ولكنني لن أنسى قواعد الشوق
وأبجدية الحنين لك
ولكل ما يمت لك بصلة
ما لون الوسادة التي تنامين عليها؟
وهل تكتب لينا وظائفها على طاولة؟
أم على الأرض أم على ركبتها كجدها؟
وما هي اللعب التي يلهو بها هادي؟
في ساعة صحوه وإشراقه؟
أرنب؟ قط؟ دب؟ عصفور؟
إنها لعب أطفال فعلاً
ولكننا سبقناكم كثيراً في هذا المجال
فأبسط لعبة في أرض الوطن
هي الوطن نفسه
وتاريخه ومستقبله ومصائر الناس فيه
وأخيراً تسألينني عن أحوالي
وكيف أقضي أيامي؟
لا أعرف يا ابنتي لا أعرف
لقد صارت قدماي جزءاً من الأرض
وشرفتي جزءاً من السماء
وكل ما كتبت صار في ذاكرة الناس
وهكذا انتصرت على الموت
الذي طالما حذرتني منه
دون أن أصاب بخدش
أو أفقد قلامة ظفر
بالمناسبة ما أحوال الطقس عندكم؟
يقال أنه صقيع قاري لا يحتمل
آه يا أحبائي
ليتني شمس غجرية فوقكم
أو بركان مسالم بين أغطيتكم وأطرافكم
164 Total read