على هذه الأرصفة الحنونة كأمي
أضع يدي وأقسم بليالي الشتاء الطويلة
سأنتزع علم بلادي عن ساريته
وأخيط له أكماما وأزرار
وأرتديه قميصا
إذا لم أعرف
في أي خريف تسقط أسمالي
وإنني مع أول عاصفة تهب على الوطن
سأصعد أحد التلال
القريبة من التاريخ
وأقذف سيفي إلى قبضة طارق
ورأسي إلى صدر الحسناء
وقلمي إلى أصابع المتنبي
وأجلس عاريا كالشجرة في الشتاء
حتى أعرف متى تنبت لنا
أهداب جديدة
في الربيع؟
وطني أيها الذئب الملتوي كشجرة إلى الوراء
إليك هذه الصور الفوتوغرافية
للمناسف والإهراءات
وهذه الطيور المغردة والأشرعة المسافرة
على طوابع البريد
إليك هذه الجحافل المنتصرة
والجياد الصاهلة على الزجاج المعشق
ووبر السجاد
إليك هذه الأظافر المدخرة
في نهاية الأصابع
كأموال اليتامى
بها سأكشط خطواتي عن الأرصفة
سأبتر قدمي من فوق الكاحلين
وألقي بهما في الأنهار
في صناديق البريد
وأظل أقفز كالجندب
حتى يعود عهد الفروسية
والإنذار قبل الطعنة