لا أعرف -حتى الآن- كيف غافلت أمي أو جدتي
وحبوت، واللعاب يسيل من فمي وأطواقي، داخل كهف
اللغة، التي ستصير قدري في المستقبل
وتوغلت في مجاهل قواميسها ومعاجمها ومراجعها وفهارسها
وسحر بيانها.. ورجع مقاماتها وآياتها.. ومدها وجزرها وأغوارها
وطبولها وناياتها
وصمتها وهذيانها
وقبلاتها وأظافرها
وحضورها وغيابها
وإيمانها وضلالها
وشمسها وظلماتها
وأحلامها وكوابيسها
ومجدها وعارها
من 'ضرب زيدٌ عمراً' إلى أن نقلوه إلى غرفة الإنعاش
حيث كل حرف فيها
يحتاج إلى قارئ ليفك رموزها وطلاسمها
وإلى عالم أحياء، ليكتشف أي أثر للحياة في أجرامها
ومتاهاتها
إلى أن خرجت ملوحاً بسيفي على أبواب طروادة التي
تحاصرها
وعلى متن جوادها الأسطوري، لا في جوفه، أو بين حوافره
وصرت أشم رائحة القصائد، كما يشم الفلاح المبكر
رائحة الورد والزيزفون والحبق والزعفران والبيلسان وغار المجد
والتوابيت
والسجين الريفي البعيد ثياب أمه وجدته وصوف أغنامه ويمام
نافذته، من خلال القضبان