رفيقة هدبي المكسور
أعود إليك حين تزورني الأحزان
أعود إليك كلّ مساء
شريدا دونما بيت
أعود إليك مثل يتيم
يودّع بالدموع لحود أحبابه
تغلّفني كآبة عمري المنشور فوق جدائل الحرمان
ويصلبني حنين الآن
إليك إليك يا شمسا ربيعيّة
تذيب صقيع أحزاني وتحضن قلبي المقرور
تهدهده بعذب الوهم , تلثم جرحه لمسات تحنانك
وأعرف أنّني نهر بلا روافد
يعود إليك يغرق أرضك السمحاء بالأشجان
وأنّك وهمة الوافد
ظلمتك حين شدّتني الخيوط إليك
وحين تجمّعت كلماتنا نجما على بابك
وحين وضعت زادي فوق مائدتك
غريبا كنت أمضغ غربتي السوداء في الطرقات
تطاردني وحوش الأرض كنت مقيّد الخطوات
وكنت مطيّة للصمت والأنواء
تقاذفني إليك وكنت أنت منارة
في الشاطىء الآخر
عبرت إليك جسر الحزن بعد عناء
وكان الوعد منذ وجودنا أن نلتقي غرباء
وتصافحنا بلا أيد ولا نظرات
تكلّمنا بلا حرف بلا بسمات
جمعنا الحزن والصمت العميق فعزّت الكلمات
وأذكر أنّني مذ كنت لم أحلم كما الأطفال
بثوب العيد والحلوى
ولا منّيت أيّامي بعودة غائب
يجتاز عتبة حزني الفيّاض , ينشر بهجة الدنيا
فماذا , لم يكن في الدار نجم الحبّ يحضنني
يبرعم في غدي الآمال
ويمسح عن جبيني حرقة الشجن
فأبصرت العذب يحوط سور حديقتي ويشوّه الأزهار
لمحتك حينما عيناي يا عمري تفتحتا
وكانت حفتني أسرار
دنوت إليهما
صلّيت للآلام لحظة أن دنوت
وما ابتسمت
قرأت تاريخ الضياع على جبينك , كنت مثلي
مقودي في قبضة الغيب
على كتفيّ أحمل بؤس أقداري
وألوانا من الغربة
فعانقني حنينك يا معذّبتي
ونوّح في فؤادي بوحك الصامت
تلاقينا على الحرمان في ظلمات هذا العصر
ولم نعرف كلانا كيف نشدو غنوة الحبّ
لأنّا ما ابتسمنا قبل , لم نحلم بفرحته
وما هي خفقة القلب
كنّا نخنق الآهات , نطفىء في مواقد حزننا أوهامنا
ونذيب شوق العمر
مشينا دربنا يمتدّ , ترصدنا عيون الموت
وغنيّنا فضاع نشيدنا في وشوشات الصمت