أحــدٌ سـبـيلُ الله سـيناءُ
الـنّبي الـهاشميّ ومصرعُ الأوثان
ألـواحُه هـبطتْ سطوراً مِنْ دم
لـما تَـناضَل عـنده الـحِزبان
يـمشي برايةِ أحمدٍ حزبُ الهدى
والـشركُ يُـزجِيه أبـو سفيان
فـعلا فـحيحُ المشركين كأنّ في
تـلكَ الـصدورِ جهنّمُ الأضغان
والـنوق سـاهمةٌ تـخبُّ هوادراً
يـحدو الـحنينُ بها إلى الأعطان
والـصاهلات تلوك ألجمة الوغى
وتـشبُّ عـند الكفّ كالثّعبان
هـزجٌ هو الرعدُ الأجشُّ وزحفةٌ
كـالموج فـوق نـواهدِ الكُثبان
يمشون والرّمضاءُ ترقصُ في الفَلا
رقص السّراب على بساط جمان
دهـموا الرسول فما ألانَ جناحَه
لـلكافرينَ وقـام كـالصَّفْوان
مـتـماسكٌ إيـمانه مـستوثقٌ
وجـدانُـه مـن ربّـه الـحنّان
سـرْ يـا محمّد لا تخفْ غمراتِها
فـستنجلي عـن قُـدرةِ الربّان
وأمـامك الـميناءُ بـسامُ اللَمى
فـاضربْ بجوجئها العبابَ القاني
والـريحُ بين يديكَ يُرسلُها الذي
يـطوي الـوجودَ بأمرهِ الملوانِ
دارتْ رحـى الهيجا على لهواتِها
مـجـنونةً وتـلاحمَ الـجمعان
وكـأن عـاصفةً تـحركُ غابةً
مـن مـشرفياتٍ ومـن مُـرّان
فـصليل أَسْـيُفِهِم زئـيرُ مآسدٍ
ورنـينُ أَنـبُلِهم عـزيفُ الجان
وكـأنّما فـي كـل لأمةٍ باسل
عِـزريلُ فـالصّرعى بكلّ مكان
مـا أرخصَ الأرواح عند العُرب
إن جَـهلوا وكمْ تُمسي بلا أثمان
وقـضى الـمهيمن أن يمهتر عبده
بـدمٍ بـلاغ الـوحي للأكوان
فـثنيتاه ومـبسمُ الـدين ازدهى
بـهما ونـالَ الـحقُ خير ضمان
وكـذا الـرسالةُ لا يُؤيّدُ وحيها
إلا إذا كُـتـبت بـأحمرَ قـاني