مارون عبود

1886 - 1962 / لبنان

أين الأعارب - Poem by

أيـن الأعـاربُ، أيـن مـن قـد عـلَّمـــــوا
مَنْ أحجـمـوا، درسَ الـحـيـاةِ فأقـدمــــوا
مـا لـي أرى وطنـي كئـيبًا عـــــــــابسًا
والنـاس فـوق طلـــــــــــــــولِهِ تَتبسَّم
سفرتْ نجـومُ سمـــــــــــــــائِه فتلألأتْ
غُرَّ الثغورِ، فأيـن تلك الأنجـــــــــــم؟
دار الزمـان عـلـيــــــــــــه حتى عبَّسَتْ
جنّاتُه الزهـراءُ، فهـي جهــــــــــــــنَّم
وطنـي وآفتُه بنـوه فإن يكــــــــــــــنْ
متألـمًا، فلجهلِهـم يــــــــــــــــتألّم
هـيـهـات أن يـتجـمّعـوا، وشعـارُهـــــــم
هـذا مسـيحـيٌّ وذلك مسلـــــــــــــــــم
مـا كـانـت الأديـانُ للـتفريـقِ مـــــــا
بـيـن الشعــــــــــــــــوب بأمّةٍ تتبرَّم
أوحى الإلهُ بـهـا لكـي يـتآلفـــــــــوا
فتفرَّقـوا وتقَلْنسـوا وتعـمَّمــــــــــــوا
مـيراثُ أهل الغرب كـنزُ تجـــــــــــــدُّدٍ
وتـراثُنـا مـجـدٌ يشـيـخُ ويـهــــــــــرم
فكأننـي بـالشـرق قصرٌ هــــــــــــــائرٌ
متصدِّعٌ جـــــــــــــــــــــدرانُه تتهدَّم
والغربُ يبنـي كلَّ يـوم معقـــــــــــــلاً
والعُرْبُ فـي بِيـدِ الخمـول تُخـــــــــــيِّم
الغرب طـار عـلى جنـاح بُخــــــــــــارِه
والعُرْب تحدو نـوقَهـــــــــــــــا وتُرنِّم
يـا أيـهـا العـربـيْ، تـنــــــبّهْ واستفقْ
زأر الـبخـار، فكـيف يغفـــــــــو النُّوَّم
تلهـو بكـانَ جـدودُنـا فكأنمــــــــــــا
بـالأعـظُمِ النَّخِراتُ قـدْرُكَ يعـظــــــــــم
إن تسألـوا أجـداثَهـم هتفتْ بكــــــــــم
إن كـان للأجـداث نُطقٌ أو فـــــــــــــم
مـن لـم تعـلِّمْه الـحـوادث، وهـي أُسْـــتـاذُ
الشعـوبِ، فذاك لا يـتعــــــــــلّم
194 Total read