يجلسُ عند الحكمة
يتفيأ ظلَّ بقايا الظيم
يتقرى حزن الأيام الراكدة فوق الغيم
ينسجُ في غربته
وطناً للريح
يتوارى في لغة العشق
المبتلة في التسبيح
يكشفُ أسرارَ المحبوبْ
النارُ تبارك من يسكنها
والحبُ يبارك مَنْ يُقْتَلُ في عشق المحبوب
والعشقُ ثيابٌ للهائمِ في جرح المغلوب
والمحبوب
وطنٌ مسلوبْ
يخرج من حلقات الحب
وحيداً
يصغي لبكاء المخمورين
بنشوة صبحٍ
تتكئ في ظلمة ليل
يهمسُ في آذان الماشين
فيوقضُ تاريخا في الهجر
تخبئه النشوة منذ سنين
يرقصُ في لوعته
يعرفُ أن المحبوبَ كتابٌ
تسكنه الصحبةُ والأصحابْ
يحلفُ بالصبح وضوء الصبح
يباركُ نشوةَ هذا الجرح
يستقرئ آهات الليل
فتفيقُ الدهشة في الترتيل
ويغفو عند العصر
قليلاً
مبتهجاً بثياب الظهر
وبآلاء الفتنة والتبجيل
يكشفُ أسرارَ المحبوب
لغةٌ ، أنهارٌ
وسهوب
يسكنها قدرٌ مكتوبْ
يتسامى في الحبِّ
بعزلته
فتطارحه الشهوةُ في الكلمات
وتضيقُ اللهفةُ بين يديه
يتدثر بالدنيا مغترباً
يتعرى كالصوت العائم في الطرقات
يكشفُ أسرارَ المحبوب
جسدٌ تنهكه اللوعةُ
يجلسُ كالغربةِ
في وطنٍ مغلوبْ
يسكنُ في الشهوةِ
منفرداً
يبكي أيام طفولته
يتقصى حدودَ معارفه
يعرفُ في الحكةِ لوعته
يحلمُ في لغةِ الأغراب.
يجلسُ عند العصر
وحيداً
يكشفُ أسرارَ المحبوبْ
جسدٌ يمشي في غفلته
ريحٌ لا يعرفها الصبحُ
سريرٌ يتحرقُ بين ثناياهُ
قلبُ مغلوبْ