كنت تبحث عن الرائع النبيل
إذا، فلتصم أذنيك عني
إني أفضح سر الزهرة التي انتهت على الحجر
أيها الشاعر السعيد الذي يستطيع أن يصمت
إن الكلمة لتبدو فرضا علي الآن
بلى .. إنه لفرض أن أتكلم
ملايين من الذكريات تلح علي
بل .. أكثر من ملايين
إني أدفع عن عطر الأزهار الذي ينتظر مني أن أبدعه
ولكني فريسة اليأس في طائرتي اللعينة
ليس للحب حدود
سيظل الحب اكبر وأغنى.. مهما أحببنا
إني أمضغ فكرتي كقطعة من الخشب
وحلمي ؟ .. يا للمقبرة الضخمة ترافق الليل
يجب أن نقتل الليل
يجب أن نقتله
لتنبثق الحياة من ورائه
إصغ إلي .. إني أشعر برعدة الخوف
إني أرى رفاقي صرعى
أرى قرية تباد فوق كل الشقاء الذي عانته
كل الشقاء الذي يستطيع العقل أن يتصوره
أرى ذكريات قد لويت كما تلوى المسامير
أرى أملنا محطما كزجاج المطر
أرى الغزالة المذعورة
لقد استطاعت أن تهتك سر الخرافة
أرى الخراف الصريعة، والرجال المخطوفين
وهناك
ما عساني أرى
هناك مصنع الجحيم الذي يقيمه صانعو المغامرات السود
هناك نسغ الحياة الذي يقتلونه باستمرار
هناك المذاق المر لعادات غريبة تفرض بالقوة
هناك كل هذا
وبالرغم من كل هذا..نعيش
إني أتمزق ضجرا
كلما تذكرت أني بعيد عن الجزائر
سنبدع تقاويم جديدة للزمن
سنصب الحياة كلمات في توابيت رفاقنا
سنجفف دمعنا بأكفان فقيرة
وسنقول لأولادنا الذين ذاقوا اليتم ألف مرة
ستنجبون أطفالا يعرفون آباءهم
أطفالا يستطيعون أن يقولوا
وطني هو الإنسان
إني لأحس السجن في قلبي مهما تخطى الحدود
إني أتمزق ضجرا
كلما تذكرت أني بعيد عن الجزائر
سننشد أعذب الأناشيد بعد حين
إن البارود ليبعث في نفسي الغثيان
إني أوثر السوسن حبيب أيار
فأيار يعيد إلي أبدا ذكرى 'غلمة' الذبيحة
وكل يوم يمر يحمل إلي ذكريات جديدة
لم يمر يوم واحد بلا مأساة
في كل الدروب التي تقود إلى النهار
أراني أبحث عن اسمي أبدا بين شواهد القبور
عجبا .. كيف يفتح الماضي المرعب أبوابا لغد جميل
إني أحلم دائما بغد كالأساطير