مالك حداد

1927 – 1978 / الجزائر

أطفال الحب العظيم - Poem by مالك

لقد مات رفيقي في غمرة الأنغام
مات في حاكورة قمح
وا أسفاه
كان رفيقي في زهرة الشباب
كان جزائريا
لقد كتب قصتي الجميلة
هو الذي كتبها
كانت كلماته أجمل من حاكورة قمح

أريد أن أقول: شكرا
أتني موسيقى مادام صديقي يصنع الموسيقى
سأظل في وقفة الجندي المتأهب.. المستعد
أمام الحلم الضخم الذي سنحققه
وأقول له : شكرا

الآن.. بدأت أعرف الحشرة الضئيلة المتوارية
بين سنابل القمح
أيها الينبوع .. أثأر له
إجعل الجرار الصغيرة تحس القرف
وأنت يا شقائق النعمان
إرتمي بين ذراعيه
قولي له : لقد أصبحت قصيدة حالمة .. أيها الرفيق

أفرغ جرارك قطرة قطرة
واختزن البارود
إختزن البارود
ياقلبي

الموت والأسطورة ينهمران على وطني كالمطر
إن سنبلة واحدة تكفي لتغنني حقول القمح
ولحظة واحدة.. تكفي ليهبط الليل
وتكفي لحظة أيضا .. ليولد النهار

الخبز
سنأكله
مع آلاف الوساوس
مع ألف حذر
إن رفيقي إنسان
إنسان يرقد في الأسطورة

إبكي .. يا أماه
هذا الصغير الذي غدا ابنك جدير بالدموع
منذ اهتدى إلى أن يناديك يا أمي
فباسم مواسم الحصاد دعاك أمه
ومن صدرك شرب طعم الضياء

على أسطورتي يهطل المطر
وأسطورتي تحس الألم في عينيها
وإذا ما تكالبت عليها الغربان
فذلك لأن الغربان بدأت تخشى الموت

هنيئا لكم طعامكم أيها السادة
لم يكن رفيقي قد بلغ الثلاثين
ذلك الرفيق المتحفز، ذو النظرة النافذة
إن دأب الغربان أن تسرق القمح
ذاك ما يعرفه الفلاح
الذي يخشى على أخاديد أرضه زمن البذار
ولكن الصقور تحصده
وقلبي يعرف ذلك
قلبي الذي يخاف على أغانيه

يا للحلم اللاهب في أرض الجزائر
إن ناسج العلم لم يكن غير صانع للقمح عندما خاض
الحرب الجائرة التي تذرعت بجميع حجج المناطقة لتبرر جريمتها
لقد أراد ان يهزم الشتاء فمات في لهيب الصيف

إني مصنع إلى الأنشودة التي تجلجل أبدا
إنه صوت 'الفرح' الذي يرن في أرض الجزائر
إن جنود الصباح هؤلاء هم أطفال الحب العظيم
لقد رقدوا بين سنابل القمح ليعيشوا في ذاكرتنا

أرقصي يا شقائق النعمان
لقد مات رفيقي في غمرة الأنغام
126 Total read