يا عينُ جودي بدمع منكِ مدرارِ
واحكي السحابَ إذا هلّتْ بأمطارِ
وابكي على جنّة طاف المنونُ بها
قضّيتُ منها فما قضّيتُ أوطاري
يا عينُ هذا أوانُ الدمع فانسكبي
وابكي عليها وسِحِّي دمعكِ الجاري
فلو بكيتُ عليها الدهرَ فيضَ دمٍ
في حقّها ما بلغتُ ربعَ معشار
قد جئتُ للدار لما أُبْتُ من سفري
نحو الحبيب فما في الدار ديّار
يا طولَ حزني عليها ثم يا أسفي
ما أنغصَ العيشَ بل ما أوحشَ الدار
قد كنتُ أحذر هذا قبل موقعهِ
فالآنَ يا بينُ قد حقّقتَ أحذاري
يا دهرُ ما لكَ قد كدّرت عيشتَنا
بعد الصفاء فقد شِيبتْ بأكدار
فهكذا الدهرُ لم يُبقِ على أحدٍ
وهكذا الدهر إقبالٌ وإدبار
أبقيتَني واحداً في الدار منفرداً
من بعد أُنسي بها يا طولَ أحساري
إن كنتَ أسقيتَها كأسَ الردى فلقد
أسقيتَني بعدها كاساتِ إمرار