ثانيَةً فَرَسُ النَّهْرِ يَهيجُ،
وَيفْتَضُّ الغِرْيَنُ حَقْلَ الموز،
لماذا يخرجُ من جُثَّتِهِ النَّهْرُ الغُولْ..؟! ...
ثانية، تَشْتَبِكُ الأجْسَادُ السُّودُ،
يداً بِيَدٍ،
وعصاً بِعَصا،
وطبولاً بِطُبولْ...
ذَاكِرَةُ النَّهْرِ اكتَظَّتْ،
بمراسيمِ النَّحْرِ،
' آستُنْكَا... استُنْكَا'
تِلْكَ يَدِي وعَصَايَ وطبلِي..
كيفَ يفيضُ النهرُ إذَنْ،
كيف يفيضُ شَبِيلّي؟!
إيقَاعُ الرَّقْصِ على الضِّفتينِ،
فمٌ يَنْفُخُ في النارِ،
ذراعٌ تَلْوِي عُنُقاً
شَجَرٌ في الغابةِ ينهارْ...
صَيحْاتٌ مُشْتَبِكَه:
'إن لَمْ يَخْتَلِطِ الدَّمُ بالماءِ،
فلا مَهْرَبَ مِنْ زمنٍ،
فيهِ تَشِحُّ النُّعمَى'،
وَتَضيعُ البَرَكَه...'
مَنْ أيقظَ وحشَ القاعِ،
شبيلّي...
مازال فحيحُ اللعنةِ،
يسكنُ أرواحَ بَنِيكَ،
أَتُنذِرُ أبناءَكَ،
بالطُّوفَانْ؟!
قربانْ آخر،
يدخلُ طَقْسَ النَّهرْ،
أَتُصْغي لِخرَيرِ دَمي، ياشَجَرَ البُوَّابْ؟!
أرواحُ الأَسْلافِ ترفرفُ حول الشطآن،
نساءُ القريةِ يندبْنَ،
الأطفالُ وجوهٌ ملتصقاتٌ،
في أثداءٍ يابِسَةٍ،
والأرضُ خَرَابْ...
فتيَاتُ القريةِ عَلَّقْنَ تَمَائِمُهُنَّ،
نَذَرْنَ الأجسَادِ الغَضَّةَ،
أرضاً للأخْصَابْ...
هذا يومُ النذر،
أَتُصغي لحريقِ دمي، ياشجرَ البُوَّابْ؟!...
قربانٌ آخر،
يدخلُ هذا العام فضاء الرقصِ الدَمَويّ،
' آستُنْكَا... استُنْكَا'
تلكَ عصاً تَلْقَفُ ثعبانَ الموجِ،
تلمُّ الخَرَزَ المُتسَاقِطَ،
مِنْ أعْناقِ عَذارى الصُّومال،
'أيولَدُ نوحٌ آخر!!'.
ماذا تحمِلُ إذ يطغَى الماءْ
يانوحُ الأفريقيّ،
أتحمِلُ مِنْ كُلِّ جبينٍ يعرقُ،
نُطْفَةَ خصبٍ،
وتلمُّ الجَسَدَ الأشلاَءْ؟!
أتعُيدُ إلى الحِسْنَاءِ السَوداء
أَسَاورَها،
وقَلائدَها،
والع طرَ الأَسْودَ،
والحنَّاءْ؟!
عَلِّقْنِي تعويذّةَ سِحْرٍ في الغاباتِ،
شبيلّي
أطَلِقْني صيحةَ طفلٍ،
تصعَدُ من كوخٍ مجهول
يانهراً من أحلامٍ غامِضَةٍ وقرابين،
شبيلّي
غاباتُ النخلِ، الليلَةَ،
تَسْكُنُ غاباتِ الموز،
هذي أرضي ، ومَنَازِلُ أَهْلِيْ
كيفَ يفيضُ النهرُ إذن،
كيفَ يفيضُ شبيلّي...