هناك... هنا...
أعودُ الآنَ للغاباتِ،
للبحرِ المحُيطِ أعودُ،
غُصْناً ، مَوْجَةً، طفلاً غريقْ...
تعودُ الآنَ فاطمةُ التي ضاعَتْ،
وراءَ مَدائن البترول.
فاطمةُ التي رَحَلْتْ،
وخَلَّفَتِ السَواحِلَ صافِنَاتٍ،
واليمامَ يَنُوحُ في الحيِّ العتيقْ...
***
ذاكَ الصبيُّ،
يعودُ للحيِّ القديمِ الآن،
يدخلُ فيهِ قنطرةً،
ويعبرُ فيه قنطرةً:
تَوَهجَّ فِيَّ، يازمن الطفولِةِ،
ذاكَ وجهي،
طالِعٌ في مَرْمَرِ البيتِ الكبير،
وَفَوْقَ قوسِ الباب
وجهي بَيْضَةُ الطّاقِ المُطَوَّق،
حَدْوَةُ الفَرَسِ القديمةُ،
زَهْرَةُ البَيْبُون
ها أنذا،
أُعَلِّقَ فَوْقَ قَوسِ الباب،
جِلْدَ النَّمْرِ،
ريشَ الطائرِ الذهبيّ،
أُلقي قبلَ أن أمضي،
عَصايَ،
وَخِرْقتي،
والقوسَ والنُشَّابْ..