كمال خير بك

1935-1980 / سورية / القرداحة

الصنم المهاجم - Poem by ك

أبحث عن عاصفة مُرَّة
تجتاحني، تجتاح جدراني
تخطفني لعالم ثان
لعالم يعلو على الارض
والحب والبغض
لعالم تخضرُّ في لحمه
خناجر الرفض
خطاي اذرع مبتورة تجول في الفضاء
وخاطري حقيبة صغيره
تغص بالضباب والالم
مسافر أسابق الامام
والامامَ، كلما تلمست رؤاي شاطئه
وضَّوئت مخابئه
يفر، كالسراب، للبعيد، للامام ِ، للعدم
ما همه كم مات في الطريق من قدم
مسافر - يدي اشارة مسافره
أضم، في عروقها، صرير خيبتي المكابره
كأنما لخطوتي، لوقعها المحّنط
صدى القرون الغابره
أوُّد ان يلمني الصباحُ
عن أظافر السؤال، جثة معقوفة الانامل
أوُّد يا شواطىء النسيان
ان تموت جمرة الرحيل في مفاصلي
فأحرق الاشرعة الساحرة العذراء
تصدح، كالخطيئة الاصيله
في مدخل الميناء
أواه، يا 'أوليس' لو أعود
لا غار فوق جبهتي ولا وعود
أعود لا 'بنلوبّ' في انتظاري
لا بيرقا ترفعه القبيله
علامة انتصاري
أعود كلُّ غاري
ان أرتمي
في قعر ذاتي المهَّدم
كالصنم
ها انذا، يا أفقي الحميم
يا شواطئي المسافره
أعاشر اللهيب كل برهة
لعل في اللهيب شرفة على غد
على يد
تخطفني، تطلقني
من عتمتي، من كفني
من عالمي المعفن
لعل فيه مدية صديئة
تجرحني
تذبحني
تصُّب، في عمائقي
منائراً جديدة - مصائراً جديدة
تحيلني عواصفاً وأحرفاً
وحشية الحرائق
ها أنذا .. تجمد اللهيب خلف أضلعي
فأضلعي زوارق هزيلة
تناضل الجليد والصدى معي
سئمت، انني احس طعمة الرماد في فمي
وموجة ذليلة من الرمال
غلغلتْ في قدمي
مرهقة، ضائعة، ايتها الدروب، خطوتي
رتيبة ملامحي
تعبت .. ها روائح الفصول
عششت على يدي
على غدي
وها خطاي أذرع تجوب في في الفضاء
سلسلة من الحفر
زائغة مشرورة في طرف الصحراء
أيتها الأجّنة الزاغبة الجناح والبصر
أيتها القوارب المسافره
تحطمي بلا ألم
بلا ندم
وعانقي، بهدأة الرضى، بنشوة الرضى، عواصف
العدم
91 Total read