تحيَّةً طيَّبةً إِلى النُّبوغِ العربي
وَنظرةً خاشعةً إِلى بهاءِ الأَدبِ
قد جمعتْ بينهما (ميٌّ) بأُمي وَأَبي
كان النبوغُ قَبْلَها حملاً ببطنِ الكتب
يا طالما عاملنا بالصدِّ والتجنب
قد زُرعتْ من قبلها ال منى بوادٍ مجدب
مضتْ عَلَى أُمِّ اللُّغا تِ أَعصرٌ لَمْ تنجب
حتى إِذا ما جهدتْ في يومِها العصبصب
تفضلَّ اللهُ بمنْ ترونها عن كثب
فبشَّرتْ وَأنذرتْ بنثرِها والخطب
يا آيةً ساطعةً طَوَتْ ظلالَ الغَيْهَبِ
وَدرةً مصونةً وَإِنْ تكنْ لم تحجب
وَنجمةً لامعةً في شرقها والمغرب
تنازلتْ لكِ الرجا لُ عَنْ رفيعِ المنصب
قد أَخفقوا في سعيهم عساكِ لن تخيَّبي
وُلاةُ أَمرِ الأَدبِ وَلّوكِ مُلكَ الأَدب
وَقلَّدوكِ أَمرَهمْ وَذاك أَعلى الرتب
وبايعوكِ بالتي عزَّتْ عَلَى المطلِّب
فانتفتِ الفوضى وقرَّ الأمرُ بعد الشغب
وَباتَ ملكُ العلمِ مش دودَ العرى والطُنُب
أَعظمْ بها مليكةً أَعدلْ بها وَأَحبب
إِذْ لم تكنْ بيعتُها بالغَصْبِ والتغلب
يا (ميُّ) ما رأَيتِ في ديارِنا من معجب
قطعتِ عرضَ البحرِ إِذْ ذرعتِ طولَ السبسب
عسى ترين راحةً من بعدِ طولِ التعب
بل ما عساك تذكري نَ مِنْ أُمورٍ عجب
لا أَكذب اللهَ فما في عيشِنا من أَرب
إنَّ الرزايا مقبلا تٌ والمنى في هرب
ضمامةٌ خبيثةٌ أَعيتْ عَلَى المطبب
يا حسرةً عَلَى الأَدي بِ والفتى المهذب
مضيعاً كمصحفٍ أَمسى ببيت النصب
فنَحْسُهُ في صعدٍ وَسعدُه في صبب
رنا إليه دهرُه بوجهِه المقطَّب
ضاق عليه وَحْدَه صدرُ الفضاءِ الأرحب
نهارُه وَليلُه في سهرٍ وَنصب
فكفكفي يا ميُّ من مدمعهِ المنسكب