عمّقِ الحفرة يا حفَّارُ
عمِّقها لِقاع لا قرارْ
يرتمي خلف مدار الشمسِ
ليلاً من رمادٍ
وبقايا نجمة مدفونة خلف المدارْ
لا صدى يرشح من دوَّامة الحمّى
ومن دولاب نارْ
آهِ لا تلقِ على جسمي
ترابًا أحمرًا حيًّا طري
رَحِمًا يمخره الشرش ويلتفُّ
على المَيْت بعنف بربري
ما ترى لو مدَّ صوبي
رأسه المحمومَ
لو غرَّق في لحمي نيوبهْ
من وريدي راح يمتصُّ حليبَهْ
لُفَّ جسمي, لُفَّه, حنِّطْه, واطمرْهُ
بكلس مالح, صخرٍ من الكبريتِ
فحمٍ حجري
كيف يُحييني ليجلو
عتْمةً غصَّت بها أُختي الحزينَهْ
دون أن يمسح عن جفنيّ
حمّى الرعب والرؤيا اللعينَهْ
لم يزلْ ما كان من قبلُ وكانْ
لم يزل ما كانَ
برقٌ فوق رأسي يتلوَّى أُفعوانْ
شارع تعبره الغولُ
وقطعان الكهوف المعتمَهْ
مارد هشَّم وجه الشمسِ
عرَّى زهوها عن جمجمَهْ
عَتْمة تنزف من وهج الثمارْ
اَلجماهير التي يعلكها دولابُ نارْ
وتموت النار في العتْمةِ
والعتْمة تنحلُّ لِنارْ