جميلة العلايلي

1907-1991 / مصر / المنصورة

من وحي المهاتما غاندي - Poem by جميلة ا

أقبـلْ ألـيفَ مشـاعـري ويـقـيـنـــــــــي
واكشفْ لنـا مـا شئتَ كلَّ دفـيــــــــــــنِ
هـبْ لـي سلامـاً أستعـنْ بصـفــــــــــائه
يـا مُلهـمـي هـوِّنْ عَلـيَّ أنـيـنــــــــــي
هَبْ لـي أمـانًا فـيـه خـيرُ حـيـاتـنـــــا
يـا مـرسلَ الخـيرات غـيرَ ضنـيــــــــــن
ولكَمْ طلعتَ عـلـيَّ فـي حـلـم الــــــــدجى
نـوراً يعبّر عـن كـمـال يـقـيـــــــــــن
واجتزتَ بـي أُفْق العـوالـم صـاعــــــــداً
يـا فرحتـي بك يـا أعزَّ معـيــــــــــــن
غالـبتُ مـوجَ الـدهـر أجتـاز الـــــــمدى
حتى أتـيـتُ عـلى جنـاح سفـيــــــــــــن
مـا كـنـت أحسب أن حـبك ثروتـــــــــــي
مـنهـا أعبُّ تَعقُّلـي وجنـونــــــــــــــي
لـمـا تـمكَّن فـي الضلـوع كتــــــــــمتُه
فطغى عـلى الـمكـنـون مـن مكـنـونــــــي
وغدَتْ لأمـرك فـي الـوداد مشــــــــــوقةً ___________________________________
نفسُ الأبـيّة تـرتجـيك عـريـنـــــــــــي
أقبـلـتُ أسلك فـي الضبـــــــــاب طرائقًا
قـلـبـي عـلـيـهـا مـرشدي وأمـيـنــــــي
حتى لـمحتكَ فـي عـوالـم جنـتـــــــــــي
دعـنـي أغنِّي فـي ظلال غصــــــــــــــون
كـالطـير يشدو بـالأمـانـي والهـــــــوى
فـي الروض مـن فرحٍ بـه وشجــــــــــــون
وسلكتَ بـي سبـلَ السلام ومـا بــــــــــه
مـن عزةٍ وكرامةِ الـتأمـيـــــــــــــــن
أنـت الـذي أوحـيـتَ لـي شعـر الهــــــوى
ووهـبتَ روحـي ثروةً تُغْنـيـنـــــــــــــي
وفتحتَ عـيـنـي فـي مـنـاهج عـالــــــــمٍ
ضـافـي الـمـنى قـد عزَّ فـيـه مُعـيـنــــي
إيـمـانُ «غاندي» للعـوالــــــــــم نفحةٌ
بعثتْ عطـورَ الـبِشْرِ للـمحـــــــــــــزون
فعسـى الخلائقُ تستبـيـن يـقـيـــــــــنَه
وتـراه مـلءَ جـوانحٍ وعـيــــــــــــــون
وعسـى حـيـاتـي تستقـــــــــــــرُّ بروضةٍ
عـند الأمـيـن لعـله يحـمـيـنــــــــــي
فأنـا الـتـي سلَّمتُ روحــــــــــي إن تشأ
تقضـي بـمـوت هـوايَ أو تحـيـيـنــــــــي
أنـت الـذي عـلَّمْتـنـي مـا أشـتهــــــــي
حـبَّ الـتصـوّف نـورُه يغريـنـــــــــــــي
وغزوتَ أفق الصـبر بـالصـوم الـــــــــذي
جعـلَ الـحشـودَ تـراك فـوق ظنــــــــــون
لك يـا أبـا الهـند الخلـودُ بكل مــــــا
أعطـيـتَ مـن مُثُلٍ ومـن تـمكـيـــــــــــن
مـا كـان ذكرك فـي الخـيـال سـوانحـــــاً
روحٌ تجسَّمَ مـن هدًى ويـقـيـــــــــــــــن
حـبِّي كإيـمـانـي ظلالٌ للـــــــــــــمُنى
سـيظلُّ بـدراً كـامـلَ الـتكـويـــــــــــن
98 Total read