جلس في سفينة نحوي من النحاة
وتوجه مغتراً بذات نفسه شطر الملاح
وقال: أتعرف من النحو شيئاً? فأجاب الملاح: كلا
فال النحوي: لقد ضاع منك نصف عمرك
فانفطر قلب الملاح حزناً، ولكنه
في تلك اللحظة قد صمت فلم يحر جواباً
وألقت العاصفة بالسفينة في لجة الموت
فتوجه الملاح شطر ذلك النحوي الجليل
خبرني: أتدري من السباحة شيئاً
فأجابه: كلا لا تنشد في سباحاً
فقال الملاح: لقد ضاع كل عمرك أيها النحوي
إذ السفينة بسبيل أن تغرق في اللجة
الذي يلزمك هنا هو المحو (الفناء في الله) لا النحو
وإذن فاعبر الماء ولا خطر عليك
فماء المحيط يعلو مفرق من يموت به
وإن بقي المرء حياً فيه فكيف له بالخلاص من مياهه
إذا تجردت من صفات البشر بالفناء في الله
فإن بحر الأسرار سيحملك على مفرقه