ظللت أياماً أفكر نهاراً وطول الليل لماذا أظل في غفلة عن شئون قلبي
من أين أتيت? ولأي جدوى كان مقدمي
وإلى أين أذهب آخر الأمر? إذ لا يتراءى وطني هناك
وبقيت في عجب بالغ أن لماذا خلقت
أو ماذا كان مراده من صنعي
أنا على يقين من أن الروح من العالم العلوي
فإن أن أشد رجلي من جديد إلى هناك حيث قدمت
وإما أن تحملني الروح إلى حان المليك
حيث يقيم ساقي، وثم سأفض ختم الدنان
فطائر ملكوتي ليس من عالم الأرض
وإنما صنع له من بدني قفصاً لإقامة موقوتة
فيا لطيب ذلك اليوم الذي أطير فيه حتى باب الحبيب
ناشداً أن أخفق بجناحي على عتبات ذلك الحي
فمن ذلك الذي صاغ في مسمعي تلك الأصوات
وأية كلمات وصفها على لساني
ومن هو الذي ملء باصرتي التي بها أرى
وأية روح تلك التي أنا لها لباس
إذ طالما لا يبدو لي منزل ثم ولا طريق
فلن أستريح لحظة ولن أقر بالاآونة
فأذقني خمرة الوصال في هذا السجن الدنيوي
حتى أحطم بابه في عربدة السكر، شأن السكارى
أنا لم آت هنا اختياراً، فلأعد هناك عن اختيار
وليحملني حتى موطني الأخروي من قدم بي هنا
لا تظن أني أقول هذا الشعر اختياراً
فطالما أنا على وعي ويقظة لا أنيس لحظة