جبران خليل جبران

1883-1931

يا من أضاعوا ودادي - Poem by جبرا

يا من أضاعوا ودادي ردوا علي فؤادي
ردوا سرورا تقضى وما له من معاد
أشكو إلى الله سقمى في بعدكم وسهادي
هذا شقائي فيكم يا غبطة الحساد
وليلة بت فيها وقد جفاني رقادي
تفني الدقائق قلبي وريا كوري الزناد
من الصبابة مهدي ومن سقامي وسادي
راعت حشاي بنوح حمامة في ارتياد
مرتاعة لأليف لم يأت في الميعاد
ترن إرنان ثكلى مفقودة الأولاد
والليل داج كثيف كأنه في حداد
تروح فيه وتغدو كثيرة التردد
ما بين غصن وغصن لها طواف افتقاد
ولم تزل في هيام وحيرة وجهاد
حتى استقرت عياء من وثبها المتمادي
منحلة العزم ليست تقوى على الإنشاد
ظمأى إلى الموت ريا من الأسى والبعاد
وكان يسعى إليها أليفها غير هادي
يرتاد كل مكان في إثرها وهو شادي
حتى إذا سمعته بالقرب منها ينادي
عاد الرجاء إليها لكن بغير مفاد
إن الرجاء معين وما الرجاء بفاد
همت تطير إليه ولكن عدتها عوادي
فودعته بنوح مفتت الأكباد
وكان آخر سجع لها على الأعواد
يا من نأوا عن عيوني ورسمهم في السواد
وأجهدوا الفكر وثبا إليهم في البلاد
واستنفدوا زفراتي وأدمعي ومدادي
إلىم أغدو حزينا في غربة وانفراد
لي في الحياة مراد وأن أراكم مرادي
لا تجعلوه وداعي عند الممات وزادي
123 Total read