جبران خليل جبران

1883-1931

لبيكم يا رفقة النادي - Poem by جبران

لبيكم يا رفقة النادي من سادة في الفضل أنداد
شرفتم يا رفقة النادي من سادة في الفضل أنداد
وبلطفكم في ستر معجزتي أسعدتموني أي إسعاد
تلك الشمائل من مجاملة فيكم وإيناس وإرفاد
لم يؤتها إلاكم أحد من حاضر سمح ومن باد
زادت هوى بي لم أخله وقد بلغ المدى الأقصى بمزداد
هي زحلة البلد الحبيب وهل من نجعة أشهى لمرتاد
من يلتمس روحا وعافية فهناك تنقع غلة الصادي
هل في الأقاليم التي وصفت كهوائها براءا لأجساد
أه مائها العذب البرود إذا ما القيظ أوقد شر إيقاد
أو شمسها تجري أشعتها بالبلسم الشافي لأكباد
أو سكرها والأجر ضاع به زهاد زحلة غير زهاد
أو نهرها وبه موارد في حس وفي معنى لوراد
بين التلون في مساقطه تبعا لاصال وآراد
ونشيشه في الأذن منحدرا حتى يحط بصوت رعاد
وهيام أرواح تحس به ما لا تحس جسوم أشهاد
أي الغياض بحسن غيضتها لو لم ينلها بالأذى عادي
أبكي على الأدواح غابرة من باسقات الهام مراد
ما الفأس ألقى كل باذخة منهن إلا نصل جلاد
تالله أفتأ ذاكرا أبدا وقفاتها بنظام أجناد
وذهابها برؤوسها صعدا من موضع التصويب في الوادي
وتحولا في حالها نظمت فيه المحاسن نظم أضداد
ما إن ترى أوراقها أصلا شجوا يرفرف فوق أعواد
حتى تعود إلى مناهجها صبحا واظمأ ما بها نادي
عبث الدمار بها ولو قبلت أغلى فدى لم يعزز الفادي
لكن أجدتها عزيمتكم قبل الفوات أبر إجداد
فوجدت تعزية وبشرني أمل بعصر فجره بسادي
نعتاض من نزوات سابقه بنعيم عهد راشد هادي
فلتسكت الذكرى مناحتها وليعل صوت الطائر الشادي
ولتجهر الأصوار موقعة طربا على رنات أعواد
ولنمض في أفراح نهضتنا ولنقض أياما كأعياد
إني لأذكر زحلة وأنا ولد لعوب بين أولاد
متعلم فيها الهجاء وبي نزق فلا أصغو لإرشاد
كل يعد الدرس مجتهدا وأنا بلا درس وإعداد
أمسي وأصبح والعريف يرى أن الجهالة ملء أبرادي
ويلوح والأخطار تحدق بي أن الردى لابد مصطادي
لكنني أنجو بمعجزة والمهر يزبد أي إزباد
ويجيئني إرهاف حافظتي في منتهى عامي بأمداد
يا رفقتي بدء الصبا عجب هذا المصير لذلك البادي
هل كان هذا العقل بعدئذ من جهلنا الماضي بميعاد
من كان يومئذ يظن لنا هذا الرواح وكلنا غادي
أضحى صغار الأمس قد كبروا ودعوا باباء وأجداد
وابيض فاحم شعرهم ومشوا ميلا بقامات وأجياد
شأن الحياة ولا دوام على حال سلوا الآثار من عاد
لكن إذا بدنا فيا وطنا نفديه عش واسلم لاباد
ومقام زحلة بالغ أبدا أوج الفخار برغم حساد
آساد زحلة لا لا ينافرهم بلد من الدنيا باساد
أجواد زحلة لا يكاثرهم بلد من الدنيا بأجواد
أدباؤها لهم مكانتهم في صدر أهل النطق بالضاد
صناعها متفوقون وإن لم يظفروا يوما بإمداد
في كل علم كل نابغة ولكل فن كل مجواد
قوم المروءة والإباء هم لا قوم مسكنة وإخلاد
في كل مرمى همة بعدت عز الحمى منهم باحاد
في آخر المعمور كم لهم آثار إبداء وإيجاد
ما كان أعظمهم لو اتحدوا ونبوا بأضغان وأحقاد
هل أنظر الإصلاح بينهم يوما يحل محل إفساد
هذا الذي يرجو الولاة وما يخشى العداة وهم بمرصاد
حي المعلقة الجميلة من دارة مرحبة بوقاد
دار تعز بكل محتشم عالي الجناب وكل جواد
هم في الصروف أعز أعمدة لبلادهم وأشد أعضاد
يتوارثون الحمد أجدر ما كانت مساعيهم بإحماد
يا مجلس البلدين منتظما كالعقد من نبلاء أمجاد
ذاك التفضل منك خولني شرفا به أملت إخلادي
فلقد مننت فجزت كل مدى بجميل صنع ليس بالعادي
لله آيات القلوب إذا كانت معا آيات إخلاد
يا محتفين تفضلا بأخ يهفو إليكم منذ آمساد
ما زال هذا الفضل عادتكم والشعب مثل الفرد ذو عاد
125 Total read