جبران خليل جبران

1883-1931

ضرب الأرض فانتهب - Poem by جبر

ضرب الأرض فانتهب وكإيماضة ذهب
آية العصر جائب بينما لاح إذ عزب
ضاق بالسرعة الفضاء ولم يبق مغترب
يدرك الشأو أو يكاد متى أزمع الطلب
أرز لبنان هاكسة حلب هذه حلب
أيها الجائز المجاهل لا يعرف النصب
يصل المدن والقرى بمتين من السبب
أفعوان إذا التوى في صعود أو في صبب
إن ترامى بين الربى خلت فلكا بين الحبب
وإذا شيم موقدا فهو كالنجم ذي الذنب
إن في هذه الضلوع لكالمارج التهب
ذاك حس من الكمون وروى زنده فهب
هو شوق إلى حمى كل ما فيه مستحب
ميل شجرائه حنان وفي طوده حدب
أيهذي الشهباء والحسن في ذلك الشهب
حبذا في ثراك ما فيه من عنصر الشهب
ذلك العنصر الذي ظل حرا ولم يشب
عنصر قد أصاب منه ابن حمدان ما أحب
وبه أحمد ارتقى ذروة الشعر في العرب
حبذا الجديد وما فيه من رحب
حبذا الجانب القديم نبت دونه الحقب
ألسويقات عقدها من حجار أو من خشب
والبساتين من جناها الأفانين تهتدب
والمباني بها الحلي البديعات والقبب
يا لها من زيارة قضيت وهي لي أرب
تم سعدي بمن رأيت بها اليوم عن كثب
وبأني قضيت من حقهم بعض ما وجب
إن من قال فيهم أعذب المدح ما كذب
جئتهم والفؤاد بي خافق كلما اقترب
جئتهم والفؤاد بي خافق كلما اقترب
فالتقوني كعائد للحمى بعد ما اغترب
تلك والله ساعة أنست المتعب التعب
ليس بدعا وإنهم صفوة الشرق والنخب
من نساء زواهر بحلى الحسن والأدب
محصنات مربيات النجيبات والنجب
ورجال إذا هم سابقوا أحرزوا القصب
شرفوا العلم ما استطاعوا ولم يحقروا النشب
أمهر الطالبين للسكب من خير مكتسب
أحلم الناس عن هدى ما الذي يصلح الغضب
أحزم الخلق إن يكن سرف جالب العطب
من رأى منهم المكان لفوز به وثب
محرزا غاية الذي رام في كل مطلب
فيهم الحاسب الذي لا يجارى إذا حسب
فيهم الكاتب الذي لا يبارى إذا كتب
فيهم العالم الذي عقله كوكب ثقب
فيهم الشاعر الذي شعره للنهى خلب
فيهم القائل الصؤول على الجمع إن خطب
فيهم الصانع الذي صنعه آية العجب
فيهم المطرب المجد فنونا من الطرب
يا كراما أحلني فضلهم أرفع الرتب
إن فخرا نحلتموني لأغلى ما في الحسب
لم يكن لي ومن أنا هو للشعر والأدب
155 Total read