جابر قميحة

1934 / مصر

للحق.. وللشعب أغني - Poem by جاب

ما أغناني
إذ أسعَي في مُلكً اللهْ
أملكُ قلمًا
مرصودا لرضاء اللهْ
في آفاقً الحقًّ مَداهْ
لا تسألني
أن أجعلَ من قلمي وَترًا
في قيثاري
يعزفُ لحنَ رثاءي باك
لأمير من نسلً الشمْسْ
قتل الأملَ
وأحيَي اليأسْ
بذر البؤسَ
وزرع النحسْ
أنا لن أَعزفَ
سمٍفونية رقصي عارمْ
في فرح الوثنِ البشريٍّ
حيث تدور كئوسُ نفاقٍ
وتقاسيمٍ
ومراسيمٍ
وتهاويمِ
وترا نيمٍ
وتبادلً صققاتٍ كبري
فتباع شعوبٌ مطحونـةْ
وبقايا أمم مسكينهْ
بكُليٍماتٍ
ولُقيماتٍ
ومواعيدٍ
ومواجيدٍ
ولقاءاتٍ
وعناقاتٍ
وهتافاتٍ
لسماسًرةٍ
وقياصرةٍ
باسم دعاوَي السلم الزائفْ
بين نيوب الذئب الكاسرْ
واستسلام الحمَلِ الخائفْ
إن الكلمةَ عِرضُ الشاعرْ
فإذا مالتٍ
نحو الدرْكِ الأدنَي السافلْ
في مستنقع مدحٍ داعرْ
لنفاقِ السلطانِ الجائرْ
كانت لعنهْ
تطردُ صاحبَها مذمومًا
من فردوسِ اللهِ الأعظمْ
منكوسًا
موكوسَ الجاهْ
يتمني الموتَ
ولا يلْقاهْ
وأنا عشتُ لقلمي شاعرْ
عشتُ لقلمي
ليس بقلمي
عشتُ عزيزَ النفسِ أبيًا
عاتي الضّرَمِ
حتي في ظلماتِ الأَلَـم
عشتٍ أنيسي صوتُ اللهْ
من عزتـِهِ أجني الجاهْ
وبإحساسي
وبأعماقي
كنتُ أراهْ
فأناديهِ
وأناجيهِ
وأسيرُ بركبِ حواريّـيهْ
وأعطّر جبهتيَ الحرهْ
بركوعٍ.. وسجودٍ خاشعْ
في محرابِ جلالِ اللهْ
وفيوضٍ من نورٍ ساطعْ
ملأ الأرضَ
وملأ سماهْ
فلتمدحْني
أو تلْعني
أو حتي تتبرأ مني
لستُ أبالي
فأنا قد عاهدتُ ضميري
وأذانَ البيتِ المعمورِ
وغصونَ الشجر الزيتونِ
ودموعَ الشعب المطحون
سأظل بروحي وبفني
للشعب المكدود أغني
كلماتي ستظلُّ سلاحا
كالسيف البتار القاصمْ
وتفيضُ لهيبا لا يُبقي
أثرا للملحد والظالم
وتكونُ ضياء وعبيرا
يبعثُ في الشعب المطحونِ
صبرًا
وفداءً
وعزائمْ
فله قلمي
وله فني
وسأبقي ليلي ونهاري
للحقِّ المبرورِ أغـني
143 Total read