خذوا جلدي
اسلخوني مثل سلخِ الشّاة, عرّوني, انثُروا لحمي
امسحوا لعناتِكم بدمي
مررت عليكمُ في ليلة العيد
وكنتم تولمون على عيون أبي
مددت يدي ... أكلت .. عرفت
أن طعامكم سمّ, وأن بيوتكم مبنية بعظام أهلي
أيها الغرباء .. لا تدنوا
اسمعوني
واحفظوا أحداقكم فمواسم الأطفال
أنضجها هوًى عذري
فتّح أعين الأحياء .. موتى من قبيلتنا
نذرناهم لوجه صبية قصت جديلتها
وباعتها لنخاس حزين. يمتري ماء العيون
يقايض الشيطان, يوقظ وجهه
يلقيه بين موائد الفقراء سما
في تطاولهم ظما
هذي ثيابي أيها الفقراء, أحملها دليلاً
راية معروقة وأقول
في شرفاتهم دم إخوتي والنار
في فلواتهم رعد بلا أمطار
قالتها حَذَام .. فصدقوها
إن نعْم القول ما قالت
وعندي أيها الغرباء من صبواتها الخبر اليقين
.. تفتحت لي زهرة
أوراقها الأرض التي حملت نبوءتكم
فأنتم أهل بيتي .. بيننا صلة
وإن شطّ المزار بنا
وبي مما حملتم غُصة ... عرافكم تتهيب الطرقات وقع خطاه
شجَّ بلحمه الأسوار
مَرَّ على المدائن دفقة من نار
ما احترقت .. تعلق لحمه المحروق في جنباتها .. سِفَرا
يخط على جبين رؤاكمُ .. سطرا
يقول: إذا ابتدأتم, احملوا جلدي تميمة عاقرٍ
ولدت فتى فتح المغالق
شق مجرى النهر بالكلمات
لي تاريخيَ الملغوم بالحب
فمن أنتم سوى غرباء .. مضطهدين هيابين
لم أشهد لكم أثرا على الدرب
سريت بكم يتيما دونما حرز
تقاذفني الرمال وصحبتي سيدٌ عملسُ
أرقطُ ذُهلولٌ
فجّعني بهم ليل
فعدت إليكم لأقول .. أندب ما حملتم
أرتدي حلمي
قميصا عامرا بالموت والصبوات والحب
صعدنا في مدارج موتنا فسبقتكم جيلين
كنت دليلكم والعين
رأيت على مشارف وجْدكم جثثا
رأيت عيونها مفقوءة .. ورأيت
منديلا نقيا ليلة العرس .. اكتنزتُ تفجّرَ النيران
لم ألحظ على سحناتكم غضباً
لقد غرق المنادي من ينادي الماء
في ساحاتكم وقف الفرات مكابرا
وعلى يمين الخوف كل شجاعة تأتي