إذا حلَّ الشتاء و سدَّ نافذتي
وأغلق دوني الأبواب أيقظ في دمي العتمهْ
ومزقت الرياح الهوج أشرعتي
نأتْ بي عن دياري, مزقتني دونما رحمهْ
وغلفني جليد عاقر فصرخت أين مرابع
الصحـو
وأين الشمس ترسم في قرانا ألف ظل
رائع الشدو
وأين الدفء مدّ أريجه السحري
ينبوعا من الذهب
كأن صغارنا الواهين من عُريٍ ومن سغب
عصافير رعتها الريح.. إن جناحها غرّ
فلولا الدفء ما ابتسمت أغانينا
ولا نبتت رياض في بوادينا
أكاد أشك أن دماء أهلي في شراييني
لعل جليد عصري بات يغويني
لعل غوايةً من عهد آدم عبر ليل الموت
تأتيني
ولو أني رفضت غواية الشيطان من زمن
ولكني
أكاد أشك أن دماء أهلي في شراييني
نسيت طقوسهم ورفضت وجهي
وجـه آبـائي
فعشت ممزقا من دون آلاء
تطاردني بليل الصمت أصدائي
متى يا دفء تغمر قلبي الظمآن للفرح
متى يا دفء يندحر الجليد, يذوب عن حسي
فإن حديث أهلي لم يزل في القاع من نفسي
وأن مظاهرا شوهاء ما فتئت
تطاولني يدٌ ثلجية منها