هذا زمان الموت يا غسانُ
زمن ينوء بعقمه الوجدان
أشكو إليك أخا القضية والرؤى
ما بالأماكن يفعل الإنسانُ
دنس على دنس وشر مطلق
والليل أطبق والمدى سيّانُ
وعشقت من أرض المكارم طفلة
كم يرتجيها متيمٌ ولهانُ
ومنحتها قلبي وحنّت صبوتي
والموج حضنٌ والهوى شطآنُ
لكنها هجرتْ وكفرا بالذي
أحسنت كان السوء لا الإحسانُ
لا تحسبي حبي دليلَ مذلتي
والذل في شرع الهوى يزدانُ
أقسمت بالرحمن يسمع صرختي
يا سامع الأنّات يا رحمنُ
ربي ابتليها بالذي ابتليت به
روحي وعلّم فالزمان بيانُ
بيّن لها سري وبيّن سر من
في القلب يسمق تنتشي الأغصان
يا غصن هذا العشق يا شجرَ الهوى
هل للنوى حكمٌ فإني مدانُ
أم للردى يومٌ فيومي مقبلٌ
أم للأسى مَنْحٌ ولي الحرمانُ
لا ترحلي عني فإني راحلٌ
والعمْر يرحلُ والفتى سكرانُ
يا مُسْكِري بالحب مزّق مهجتي
فيها التَّوَلُّهُ والدماءُ جمانُ
يا ظالمي بالعشق اِذبح مقلتي
والعشقُ يذبح سرُّهُ الفتانُ
يا تاركي للموتِ ذكِّرْ قصتي
ما الحبُّ والإخلاصُ والأشجانُ
والصبرُ والكف النديةُ بالسَّخا
والهمسُ والأحلامُ والأحضانُ
غسانُ أشكو للإله بغصتي
وبظلمِ إلفٍ طَبْعُهُ النكرانُ
ما أظلمَ الدنيا يُضَمِّخُهَا الأسى
إذ يلتقي الإنسانُ والنسيانُ