ها هو نهر الزمن يجرفك
و الأشجار تلوح
بأذرعها الشبحية الرياحية
'وداعا'مرسومة بالأخضر
و العصافير تعول بمناقيرها المكسورة
و أنا أتامل المياه تغمر وجهك
الذي كان يوما منارتي
و لا أقول شيئا ...لكنني أتثائب
لقد ألفت هذا المشهد
و كنت أعرف منذ البداية
أنني وجدتك لأضيعك
و أحببتك لأفقدك
فقد التقينا مصادفة
و أنت ذاهب الى فرحتك بمجدك
و أنا راجعة من ضجري بكل ما يفرحك الآن
و كنا سهمين متعاكسي الاتجاه
و كان لا مفر من الوداع كما اللقاء
أودعك بغصة صغيرة
فلحظة عبر كل منا صاحبه
أضاءت الدنيا كلها لبرهة
كما البرق المفاجىء في سماء صيفية
و شاهدت حقيقتي الهشة
و حقيقتك الهزلية
و لكن أمطر الحب دفئا
و في الاعصار امتزجنا
و توهمت العناصر أن لا فراق لنا
جميل أننا التقينا
و مريح أننا افترقنا ...و دخلنا في التثاؤب