لم يأتِ
كي يبدأَ منْ مساحةٍ
بيضاءْ
لم يأتِ
كي يتَّهمَ الفضاءَ
بالخواءْ
جاءَ..لكي يغنّي
جاءَ
لكي يميِّزَ الجسمَ
منَ الرداءْ
يعرفُ أنَّهُ مكابرٌ
لكنَّهُ
يختارْ
كلُّ سحابةٍ
كأنَّها تهطلُ في يديه
تلفّه بأجملِ الأشجارْ
وكلُّ صخرةٍ
تلمعُ في ضحكتها الأنهارْ
وكلُّ خطوةٍ
تحيطُ رأسهُ، وساعديه
وصدرَهُ
بالغارْ.
لأنَّهُ معتصمٌ بعشبة
تنبتُ في برِّيةْ
لأنَّهُ معتصمٌ
بنسمةٍ صيفيّةْ
بنظرةٍ
تشرقٌ في شباكْ
وطائرٍ
يخطئُهُ جنونُ بندقيّةْ
وزهرةٍ تعلو على الأشواكْ
لأنَّهُ معتصمٌ
بنظرةٍ بريئةٍ
تحتضنُ الآفاقْ
بدمعةٍ في العينِ
تستدرجُها الأشواقْ
لأنَّهُ معتصمٌ بالماءْ
بالشمسِ
بالأشجار
والهواءْ
لأنه معتصمٌ بوجههِ النظيفْ
وحبِّه الهادىء
والعنيفْ
يُمكنُ أنْ يواصلَ الغناءْ