أتردد خلف السور
أُطِلّ على الرجل المأسور
بجمالك أيتها البستان
الرجل وحيد مثل الوتر
ومثل الوتر يخيط من الألحان
كفنا
وكمن يتماثل لشفاء
يرخي أزرارا
ثم يحل إزارا حول تويج الجسد
ما أوحش هذا السمك يحط على الأصداف
ميتا , في ماء الزمن الراكد
وهواء الآخرة يلامس غصن الصفصاف
كغبار الطلع
ما أوحش جنحك أيتها الساعة فوق الجسد
العاري
ما أوحش هذي البستان
والوعل الرابض بين الدّغْل لمن لا يبصر أو
يسمع
أتردد خلف السور
أطل على الرجل العريان :إكليل حول
الرأس
وضفدعة
تقتات على أشتات بين يديه
وأنا أتردد خلف السور . أطل عليه
كالقاريء فوق كتاب
ما أوحش هذي السحب وهي تلامس
جبهته
ثابتة مثل مياه في رئة غريق
ما أوحش هذا الضوء الراكد فوق الشعر
الأشيب
أنحدر من السور
أنحدر وأترك فوق إطار اللوحة وجه
صديقي المأسور
بجمالك أيتها البستان
بالأثر الفاتن للفرشاة
تركته رماديا
أثرا منسيا لوجود مات
سأسمع عوضا عنك ' أغاني موت الأطفال
' لـ ' مالر '
أسمع كل ' أداجيو ' من موتسارت
وأنصب للأوبرا برجا عاجيا
أتطلع منه إلى الحافات
وأطلّ على أشتات كياني الزائل
رثّا يتعثر فوق رصيف السوق
كالباحث , عبثا , عن أمل مسروق
سأتابع وتر العاصفة الكبرى فى ' الهمر
كلافير '
وأخبيء خشخاشا , في ذكراك عراقيا
منتخَباً من برّية جوعك