في ساعة المغيبِ تبدو سحبُ الخريف
مثل قطيع الماشية
منثورةٍ خرافه على المدى المطلقْ
ستةُ سيقان لنا في فتحةِ التنورْ
ونحنُ حولها جلوس، نأكل الخبز
ونحصي في المدى المنظورْ
أيامنا الهانئة التي تبقت، قبل أن نباشرَ العام الدراسي
تُقبلُ أمي كلَّ حين لترى ملاكها الحارس
يحيطنا بالدفء والرعاية
تصغي إلى رسائل الطيور في القافلة المهاجرة
لها، لكلّ كائن منتظرٍ يُشبهها
ثانيةً، وتمضي
كأنها تلقّن الدرس العصيّ لي، أنا الشاعرُ في مقتبلِ العمر
لذا يرفعني التنهّدُ الخفيُّ دون أخوتي
أعلى من النخيلْ
ثم أعودُ فاقدَ الدفءٍ لدفءِ إخوتي الجميلْ
وفجأةً يخطفني الطائر ذو المخالب الكاسرة
يعبر بي العمر، الذي يشبه في احتراسه
مدينةً محاصره
وإذ تحينُ غفلةٌ من الزمان
يقذفني. وها أنا أدورْ
حول رحى الحاضرِ
لا أنفك أُحصي في المدى المنظورْ
ما أبقت الأيامُ، قبلَ أن أباشر الدرسَ العصيّ