في ليلة مجنونة الإعصار ، ثائرة مثيرة
تتراقص الأشباح فيها خلف نافذتي الصغيرة
ألقيت فوق وسادتي آلام روحٍ مثقلٍ
مصدومة شاردة أقلب في الظلام كتاب عمري
صور ، وأطياف كئيبات ، تلوّن كل سطر
فهنا خيال شاحب لم ترحم الدنيا ذبوله
هذا خيال طفولة لم تدر ما مرح الطفولة
وهنا صباّ عضّت عليه قيود سجنٍ واضطهاد
باكٍ ، ذوت أيامه خلف انطواء وانفراد
وهنا شباب ما يزال يجوس قفراً بعد قفر
متحرّق أبدا إلى شيء . . إلى ما لست أدري
تغدوه فوق دخانها متعطشاً يقفو السرابا
أحلامه الحيرى معلقّة بأفلاك الغيوم
ستظل أحلاماً عطاشى ، تائهات في السديم
وهناك عن قمم النزوع ؛ هناك عن قمم الطموح
دنيا منىً ، وبروج آمال تهاوت للسفوح
وتململت بقفار قلبي ، في فراغ توحدّي
نفسٌ تسائل نفسها في حيرة وتردّد
لم جئت للدنيا ؟ أجئت لغاية هي فوق ظني ؟
املأت في الدنيا فراغا خافياً في الغيب عني ؟
أيحس هذا الكون نقصاً حينما أخلي مكاني ؟
وأروح لم أخلف ورائي فيه جزءاً من كياني؟
إن كان غيري في وجودهم امتداد للوجود
صورٌ ستبقى منهم يحيون فيها من جديد
فانا سأمضي ، لم أصب هدفاً ولا حققّت غاية
عمر نهايته خواء فارغ . . مثل البداية
هذي حياتي ، خيبة وتمزّقٌ يجتاح ذاتي
هذي حياتي ، فيم أحياها ؟ وما معنى حياتي؟