فاطمة ناعوت

1964 / القاهرة

فولٌ نابت - Poem

البوهيميةُ قالتْ
- إن الفولَ يُنبَّتُ فى الأقمشةِ المبتلّةِ
لكنَّ القلبَ الباردَ لا يُنبِتُ إلا شوكًا،
وصقيعَ الرجلِ الكامنِ خلفَ المرضِ
يعطِّلُ إنباتَ الفولِ ودفقَ الدمْ
هاتى كفَّكِ يا عسراءُ
لماذا ظلُّكِ محبوكٌ حول الخصرِ كطفلٍ لا يسمعُ نُصحًا؟

- الكهولُ النيئونَ يا عَمّة
يبحثون داخل فساتينِ الصبايا
عن فصوصِ الثومِ،
والصبايا يسترقنَ السمعَ لحفيفِ الطواحين
وأنا
أرفعُ بحذرٍ طرْفَ الرصيفِ القديم
كى أطمئنَ على أحلامى المخبأةِ
يا عمَّة
الرجلُ الجالس عند الصخرة ألقى عروستى فى النيل

- طيّب
هاتى أغطيةً
وسكاكينَ
وكأسًا من ماءِ الأردنْ
ولفافةَ تبغٍ تحملُ شيئًا من عطرِ امرأةٍ
كان يخاصرُها عند النبع
وهاتى قنديلَ نُحاسٍ أصفرَ
مدموغًا بتجاعيدِ الجبهةِ
مشقوقًا عند فتيلِ الزيتْ
استدعى 'فيفالدي'من عمقِ الكهفِ
الشاهدَ مأساتَكما
مُدّى فوقَ الرملِ الجسدَ
المطروحَ المنذورَ
لوهمِ نساءٍ لم يفهمنَ اللُعبةَ فى موعدِها،
و
- لكنه يا عمّة
تركَ الغرفةَ مبعثرةً
وركضَ
كى يطارِدَ الإوزاتِ فى النهرْ:
فإوزّةٌ تحملُ مربعاتِ شطرنج،
وإوزّةٌ
تحملُ ثورًا بقرنين على رأسِه قبعةٌ.

- طيّب
شُقّى عند الصدرِ
وقُصّى الأوتارَ
ليتحررَ قلبٌ مسكونٌ بالخوفْ
لُفّيه لسبعِ ليالٍ
فى مِنديلٍ مغسولٍ بمياه ابن العذراءْ رشّى بعضَ العطرِ
وضميهِ إلى صدرِكِ
علَّ القلبَ الجافى يتدفأُ والجُرحَ ينامْ
- يا عمّة
الرجلّ الطيّبُ لا يحبُّ الفرحَ والهودجَ وشمعةَ العُرس
تركنى فى الثوبِ الأبيض
وطار إلى فوق

- طيّب
أعطيهِ ثلاثَ ليالٍ
فوق السَّبعْ
إن أنبتَ
فارمى فى الجَّرّةِ بضعَ دراهمْ
وهبينى شيئًا من طِيبْ
إن لم يُنبتْ
فارميه إلى الجُبِّ
وعودى فى التوِّ
إلى إنباتِ الفول
169 Total read