من أسود تسربلت بالحديد ................. و من الجنّ في رواء الجنود
ينشدون الوغى و ما ينشد ................. الحسناء غير المتيّم المعمود
كلّ قرم درع من الصبر ..................... و درع مسرودة من حديد
تحته أجرد أشدّ حنينا ....................و اشنياقا ألى الوغى من نجيد
سابح عنده العسير يسير .................. و القصيّ القصيّ غير بعيد
و صبا للنجوم من قد علاه ................. أصبح الجوّ تحته كالصعيد
تحسب الأرض قد جرت يجر.. ................. و تراه كأنّه في ركود
إنّما يركب الجواد جواد ...................... و يصون الذمار غير بليد
و خميس يحكي النجوم انتظاما ............... عجبا من كواكب في بيد
أوقع الرّعب في قلوب الضواري ............ فاستكانت كأنّها في قيود
أصبحت تهجر المياه و كانت .......... لا ترى الماء غير ماء الوريد
خافقات أعلامه ، أرأيتم ................... كقلوب العشّاق عند الصدود
قاده ذلك الغضنفر ( نوجي ) ................. و يناط الحسام بالصنديد
رجل دونه الرجال مقاما .................. مشبه في الأنام بيت القصيد
كلّ سيف في غير قيضة نوجي .......... فهو عند السيوف غير سعيد
يا يراعي سل ( بورت أرثور ) عنه .... إنّ تلك الحصون خير شهود
معقل أصبحت جحافل هيتو ................... حوله كالعقود حول الجيد
هجموا هجمة الضراغم لمّا ..................... حسبوها فريسة للأسود
و تعالى الضجيج للأفق حتى ............كاد ذاك الضجيج بالأفق يودي
و توالى هجومهم و المنايا ............... ضاحكات ، فيا لها من صيود
كم جريح مضرّج بدماه ....................... و قتيل على الثرى ممدود
و أسير إلى أسير يساقون ........................ تباعا إلى الشقاء العتيد
أسطرهم مدافع الروس نارا ................. أصبحوا بعدها بغير جلود
دامت الحرب أشهرا كلّما قيل ................ خبت نارها ذكت من جديد
و المنايا تحوم السرايا ........................ حومة العاشقين حول الغيد
حيث حظّ المقدام مثل سواه .................... و كحظّ الكبير حظّ الوليد
صبر الروس صبر أيوب للبلوى ................. على ذلك العدوّ العنيد
غير أنّ االأيّام ( وستوسل )........................ يمني أجفانه بالهجود
فتولاهم القنوط من النصر ......................... فردّوا أسيافهم للغمود
كان هذا للصّفر عيدا و عند ........... الروس ضربا من الليالي السود
قلعة صانها الزمان فلولا ..................... كيد نوجي لبشرّت بالخلود