إيليا أبو ماضي

1890-1957

موكب التراب - Poem by

من أين جئت ؟ و كيف عجت ببابي ..................... يا موكب الأجيال و الأحقاب
أمن القبور ؟ فكيف من حلّو بها .......................... أهناك ذو ألم و ذو تطراب ؟
و لهم صبابات لنا ؟ أم غودروا .......................... في بلقع ما فيه غير خراب ؟
أمررت بالأعشاب في تلك الرّبى ................... و ذكرت أننك كنت في الأعشاب
حول الصخور النائمات على الثرى ................. و على حواشي الجدول المنساب
و على م تصعد كالسحابة في الفضا ................. و إلى التراب مصير كلّ سحاب
لما طلعت على الشعاع موزّعا ........................... مترجرجا كخواطر المرتاب
و ذهبت في عرض الفضاء كخيمة ........................ رفعت بلا عمد و لا أطناب
قال الصحاب لي استتر و تراكضوا ........................ للذعر يعتصمون بالأبواب
و هب اتقيتك بالحجاب فإنّني ................................. لا بدّ خالعة و أنت حجابي
كم سارح في غابة عند الضحى ......................... جاء المساء فكان بعض الغاب
و مصفق للخمر في أكوابه ......................... طربا ، و طيف الموت في الأكواب
أنا لو رأيت بك القذى ، محض القذى .............. لسترت وجهي عنك مثل صحابي
لكن شهدت شبيبة ، و كهولة ،.......................... و منى ، و أحلاما بغير حساب
و الشاربين بكلّ كأس ...........................، و الألى عاشوا على ظمأ لكلّ شراب
و الضاربين بكلّ سيف في الوغى ......................، و الخانعين لكلّ ذي قرضاب
و الصارفين العمر في سوق الهوى ................... و الصارفين العمر في المحراب
و الغيد بين جميلة و دميمة ............................ و العاشقين - الصّب و المتصابي
و العبد في أغلاله و حباله ................................ و الملك في الديباج و الأطياب
آبوا جميعا في طريق واحد .................................. الخاسر المسبّي مثل السابي
فضحكت من حرصي على ملك الصبا ............. و عجبت كيف مضى عليه شبابي
ووقعت أنت على تراب ضاحك ............................... لما وقعت عليّ في جلبابي
و كذاك أشواق التراب مآلها .................................... و لئن تقادم عهدها لتراب
114 Total read