تسير بنا عجل وإن شاءت على مهل
وتسعى سعي مشتاق بلا قلب ولا عقل
وتمشي في عباب الماء مشي الصّل في الرّمل
فما تعبس للحزن ولا تضحك للسهل
أبت تعرف الشّكوى من التّرحال والحلّ
فطورا في قرار اليمّ للغامض تستجلي
وآونة تناجيها دراري الأفق بالوصل
وأحيانا تواني سيرها ساكنة الظّلّ
وللموج حواليها زئير اللّيث ذي الشّبل
ركبناها ونار الشّوق في أحشائها تغلي
فيا للّه حتّى السّفن مثلي ما لها مسل
فلا تعجب إذا أعجب من أطوارها مثلي
فما أعرف مركوبا سوى الأفراس والإبل
وما أعلم قبل الآن أنّ الطّود ناق لي
تركنا ((غادة الشّرق)) إلى ((لبنان)) ذي الفضل
فمن وطن إلى وطن ومن أهل إلى أهل