إيليا أبو ماضي

1890-1957

أيّها الراعي - Poem by

شهور العام أجمملها ' ربيع '...................... و أبغضها إلى الدنيا ' جمادى '
و خير المال ما أمسى زكاة ............................. و خير الناس من نفع العبادا
بربّك قل لنا و خلاك ذمّ .................................. أعيسى كان يذّخر العتادا ؟
تنبّه أيّها الراعي تنبّه .................................... فمن حفظ الورى حفظ العبادا
خرافك بين أشداق الضواري ......................... و مثلك من حمى ووقى النقادا
تبدّل أمنهم رعبا و خوفا ................................ و صارت نار أكثرهم رمادا
لقد أكل الجراد الأرض حتى ............................... تمنّوا أنّهم صاروا جرادا
فمالك لا تجود لهم بشيء .................................. وقد رقّ العدوّ لهم وجادا ؟
و مالك لا تجيب لهم نداء .......................... كأنّ سواك ، لا أنت ، المنادى ؟

وربّت ساهر في ' بعلبك '............................... يشاطر جفنه النجم السّهادا
يزيد الليل كربته اشتدادا ........................................ وفرط الهمّ ليلته سوادا
إذا مال النعاس بأخدعيه .................................. ثنى الذعر الكرى عنه وذادا
به الداءان من سغب وخوف.............................. فما ذاق الطعام و لا الرقادا
تطوف به أصيبيه صغار .................................. كأنّ وجوههم طليت جسادا
جياع كلّما صاحوا و ناحوا .............................. توهّم أنّ بعض الأرض مادا
إذا ما استصرخوه وضاق ذرعا ......................... نبا عنهم و ما جهل المرادا
و لكن لم يدع بؤس اللّيالي .................................. طريفا في يديه و لا تلادا
و لو ترك الزّمان له فؤادا .................................. لما تركت له البلوى فؤادا

أتفترش الحرير و ترتديه .................................. و يفترش الجنادل و القتادا
و يطلب من نبات الأرض قوتا .......................... و تأبى غير لحم الطير زادا
و تهجع هانئا جذلا قريرا ............................. و قد هجر الكرى وجفا الوسادا
عجيب أن تكون كذا ضنينا .................................... و لم تبصر بنا إلّا جوادا
أما تخشى ذي لسان : .................................... أمات الناس كي يحيي الجمادا

لذاتك همّهم نفع البرايا ...................................... و همّك أن تكيد و أن تكادا
نزلت بنا فأنزلناك سهلا ................................... وزدناك النضار المستفادا
فكان حزاؤنا أن قمت فينا ................................... لاتعلّمنا القطيعة و البعادا
فلمّا ثار ثائر حرّ ............................................ رجعت اليوم تمتدح الحيادا
أتدفع بالغويّ إلى التمادي ............................... و تعجب بعد ذلك إن تمادى ؟
سكتّ فقام في الأذهان شكّ ............................... و قلت فأصبح الشّكّ اعتقادا
تجهّمت القريض ففاض عتبا .............................. و إن أحرجته فاض انتقادا
و لولا أن أثرت الخلف فينا ................................ وددنا لو محضناك الودادا
168 Total read