يا نفس هذا منزل الأحباب .................. فانسي عذابك في النّوى و عذابي
و تهلّلي كالفجر في هذا الحمى ................... و تألّقي كالخمر في الأكواب
و لتمسح البشرى دموعك مثلما ............ يمحو الصباح ندى عن الأعشاب
و استرجعي عهد البشاشة و الرّضى ......... فالدهر عاد تضاحكا و تصابي
أنا بين أصحابي الذين أحبّهم ..................... ما أجمل الدنيا مع الأصحاب
قد كنت مثل الطائر المحبوس في قفص ........... و مثل النجم خلف ضباب
يمتدّ في جنح الظلام تأوّهي .................... و يطول في أذن الزمان عتابي
و أهزّ أقلامي فترشح حدّة .................... و أسى ، و يندى بالدموع كتابي
حتى لقيتكم فبت كأنّني ....................... لمسرّتي استرجعت عصر شبابي
ليس التعبّد أن تبيت على الطّوى ............... و تروح في خرق من الأثواب
لكنه إنقاذ نفس معذّب ............................... من ربقة الآلام و الأوصاب
ليس التعبد عزلة.................................. وتنسكا في الدير أو في الغاب
لكنه ضبط الهوى في عالم ............................ فيه الغوايه جمّة الأسباب
و حبائل الشيطان في جنباته ........................ و المال فيه أعظم الأرباب
هذا هو الرأي الصواب و غيره .................. مهما حلا للناس غير صواب