أشرف البدر على الغابة في إحدى اليالي
فرأى الثعلب يمشي خلة بين الدوالي
كلما لاح خيال ، خاف من ذاك الخيال
واقشعرّا
ورأى ليثا مسورا واقفا عند الغدير
كلما استشعر حسا ملاّ الوادي زئير
فإذا بالماء يجري خائفا عند الصخور
مكفهرّا
ورأى البدر ابن آوى يتهادى في الفضاء
كمليك حوله الشهب جنود وإما
قال: لو كنت رفيق البدر ، أو بدر السماء
أو خياله
عشت حرا جيرتي الشهب ولي الظلماء مركب
آمنا، ألعب بالبرق وطورا بي يلعب
لا أبالي سطوة الراعي ولا الكلب المجرّب
وصياله
غير أن الليث لما أبصر البدر الضحوكا
قال: يا ابن اليل مهما أشتهى لا أشتهيكا
أنت وضّاح ولكن قاحل لا صيد فيكا
أو حيالك
لك هذا الأفق ، لكن هو أيضا للكواكب
إنما لو كنت ليثا ذا نيوب ومخالب
لم تعث في وجهك الوضّاح ألحاظ الثعالب
صن جمالك
عبد من أغاني الزنوج في أميركا
فوق الجميّزة سنجاب
والأرنب تمرح في الحقل
وأنا صيّاد وثّاب
لكن الصيد على مثلي
محظور إذ أنّي عبد
والديك الأبيض في القنّ
يختال كيوسف في الحسن
وأنا أتمنّى لو أنّي
أصطاد الديك ولكنّي
لا أقدر إذ أنّي عبد
وفتاتي في تلك الدار
سوداء الطلعة كالقار
سيجيء ويأخذها جاري
يا ويحي من هذا العار
أفلا يكفي أنّي عبد؟