حـمـل النسـيـمُ إلـــــــــــيكِ عَرْفَ الآسِ
فتـمتّعـي بـالطـيّب الأنفــــــــــــــاسِ
قُومـي انظري كـم للهـوى مـن مــــــــنظرٍ
حـيٍّ يُذكّر قـلـبكِ الـمتـنـاســــــــــــي
إنـي لـيؤلـمـنـي فتـورُكِ فـي الهــــــوى
نفسُ الـمحـبّ شديـدةُ الإحســـــــــــــاس
ضحكَ الصـبـاحُ ومـا رأيـتُ عــــــلى الربى
ظـمأى الشقـائقِ للشعـاع حـواســــــــــي
والطـيرُ قـد هجـرتْ مـجـاثـمَهـا فـمـــــا
هـذا النعـاسُ ولاتَ حـيـنَ نُعـــــــــــاس
الشمسُ مُحـيـيةُ النفـوسِ غنـــــــــــــيّةٌ
وغِنى الكريـمِ أضـاع كلَّ قـيــــــــــــاس
مـلأتْ أشعّتُهـا يـــــــــــــــــديَّ بفضّةٍ
فأنـا الغنـيُّ بـهـا عـلى إفلاســـــــــي
مـاذا يضّركِ لـو وقفتِ هـنـيــــــــــــهةً
فـي جـانـبـي أو كـنـتِ مـن حـلاّســـــــي
قُومـي انظري هـذي الفراشـاتِ الـتـــــــي
لـبستْ ثـيـابَ الِغـيـدِ فـي الأعـــــــراس
سبقتْ إلى الـوردِ الصـبـاحَ وشـــــــــوكُه
مـاضـي الشَّبـا كأسنّةِ الـــــــــــــحُرّاس
إنـي أمتّع نـاظريَّ بـمــــــــــــــــنظرٍ
بجـمـاله تلـتذّ كلُّ حـواســـــــــــــــي
فـمديـنةُ الأفقِ الجـمـيل صـبــــــــــيّةٌ
نشأتْ نشـوءَ الزنـبقِ الـمـــــــــــــيّاس
تبـدو لعـيـنكَ فـي الصـبـاح كأنهـــــــا
بـلـبـاسهـا الشفّاف دون لـبـــــــــــاس
فإذا الظلامُ دجـا رأيـتَ مكـانَهـــــــــا
زنجّيةً مزدانةً بـالـمــــــــــــــــــاس
فتحتْ ذراعـيـهـا لضمّ عـشـيـقهــــــــــا
ولغمـره بـالعطف والإيـنــــــــــــــاس
فسبتْ دمـالجُهـا النجـومَ بنـورهـــــــــا
وعقـودُهـا سلـبتْ عقـولَ النــــــــــــاس
تتفرّق الأنـوارُ فـي أطرافهـــــــــــــا
والصدرُ حـالٍ بـالأشعة كـــــــــــــــاس
وتـرى عـلى الأفق النجـومَ قـــــــــريبةً
فتحـار بـيـن النجـمِ والنـــــــــــبراس
غـيرُ الـمـنجّمِ لا يـمّيــــــــــــز طرفُه
مـا بـيـن سـارٍ فـي السمـــــــــاء وراس
هـذا وذاك ومـا يـمتّ إلـيـهـمــــــــــا
حَبَبٌ طفـا متـنـاسقـاً فـي كــــــــــــاس
صـورٌ حقـيـقتُهـا تُلازم مقـلـتــــــــــي
وخـيـالُهـا فـي النـوم يـمـلأ راســــــي
فأنـام مغتبطـاً وأنهض بـاسمــــــــــــاً
فـي حــــــــــــــــــــاضرٍ متجهّمٍ عبّاس