كلما حدثتنيَ عنه
اكتشفتُ بلاداً بعيدةْ
لم أكن قمحها ذات يومٍ
ولم أطوها في قصيدةْ
كلما حدثتنيَ عن شـمسهِ
عن عصافيرَ تخفقُ في إسـمهِ
وعن رحمة اللـه تجري كما النهرِ في دمهِ
كلما حدثتنيَ عن خوفه كجناحٍ علينا
وعن حُلْمهِ بصباحٍ أليفٍ تناثرَ
ندعوه ، يأتي ، كما الطيرِ سعياً إلينا
كلما حدثتنيَ عن شجرٍ يتدفَّـقُ كالماءِ
في كلماتِـهْ
وعن صوتهِ
وشموخِ صلاتِـهْ
وعن زهوهِ آخرَ العمرِ سراً
بأقمارِ أبنائـهِ وبناتِـهْ
كلما حدثتنيَ عن ذلك البحرِ في صدرهِ
وعن عِـزَّةِ النّخل في فقرهِ
وعن حُلْمهِ بثلاثينَ حرفاً يُـرَتِّـبُها
كي يسطرَ أسماءنا مثلَ طفلٍ بدفترهِ
خلتُ أن أبي كانَ يكتبُ شعراً
ولسنا سوى بعضِ أشعارِهِ