تخرجُ الروحُ من طينها نـحوَ أرضٍ
هـي الروحُ والطينُ
والشمـسُ في شـرفات الأصـيلْ
ظلُّهـا شجرٌ فارعٌ يسـتغيثُ
وخطوتُها مهرةٌ تتفلَّـتُ
مـن كـبوةٍ .. وهلالٍ قتيـلْ
صـحـــراءُ
كانت بحـارُ الرمال إلى الشرقِ منقوعةً بالسرابِ
إلى الغـربِ ذائـبـةً في الرياحِ
بحـثْـنـا عن النجمِ
لكنـهُ راحَ يٍـسألنـا شاحبـاً عن سـبيلْ
سبعةٌ .. وثـلاثُ نـساءٍ وطفلٌ
ولا شيء فـي الـيدِ إلاَّ القـليلْ
قالَ : مـن ههنا
فمشـينا عـلى هَدْيِــهِ
قـالَ : جُـعْـتُ
بـسطْـنا لـهُ زادنَـا فـآستراحَ
وكنا هنالكَ من حولهِ غابةً من نـخـيـلْ
تخـبزُ الريحُ أنجـمَهــا في الظهـيـرةِ
والأرضُ من تحـتنا تترمَّـدُ
والشمسُ من فوقنا تَـتَـقَـلَّبُ في نارِها
واللهيبُ نِـصالٌ خرافيـةٌ
جمـرُها معدنٌ ذائـبٌ في الصَّليـلْ
سنةٌ أورقَ العشبُ فـي لحمـنا
.. انطفـأَ العـشبُ
أَينـعَ حُـلْـمٌ
وضلَّ صهـيلْ
ولا حجـراً مهملاً كي نَقـيْـلْ
خذي قامتي واستريحي قليلاً
أنا طَـلَلٌ فـي هواكِ يـسيلْ
ولـم يـكُ فيـنا الذي يتهاوى
ويبكي لأنَّ الطريـقَ طويلْ
كـانَ يُـنـشِـدُ مشـتعلاً فـي الظلامِ
أنا من يُـقَلِّـبُ هذي الـبراري كراحـتـهِ
ثمَ يـمتدُّ للنجمِ يـسـتلُّـهُ من فضاءاتـهِ
يمـسـحُ اللـيلَ عن وجهـهِ ويغـني لـه
: يـا جـمـيلْ
وسرنـا على هدْيِــهِ
قـالَ : جعــتُ
اخـتَـلَـيْـنَـا بأرواحـنا
فذبَحْنـا لـه واحـداً
سـتةٌ
وثـلاثُ نسـاءٍ
وطفـلٌ
ويومُ عويـلْ
ليـلـةٌ .. لـيلـتانِ
هـوى
قـالَ : جعـتُ
ذبحــنـا لـهُ امرأةً
قـالَ : جعـتُ
وحَـدَّقَ فـي الطفـلِ
: آكُـلُـهُ قـبلَ أن يَـفْسُدَ الطـينُ فـيـهِ ويكْـبُـرَ
طفـلاً هـزيــلْ
وسرْنــا على هـدْيِــهِ
لم يكـنْ قد تَـبَـقَّـى سوى اثـنينِ
قالَ سـأُبْقي علـيكَ لـتـتبعني
ولِـتشهَدَ أني وصلـتُ
وأني اخـتتمتُ الرحـيـلْ
وســـرْنـا
ولكنـه قـالَ : جعـتُ
استـدارَ إلى جثـتـي هائجـاً
عـبرَ ظـلِّي النحـيـلْ
هـــكذا
لـم يـصلْ أحـدٌ آخـــــــرَ الأمـرِ
غـــيرُ
الدلـيــــلْ