إبراهيم الخالدي

1971 / الكويت

أمسية تحت قمر آب - Poem by إب

وهنُ التاريخ يحيط بكلتا قدميّ
- عانق أوحال الصحراء العربية
وارحل بالناقة
يا عبد الأوهام الغجرية
دفّ آخر يطرق نافذة الليل
جاء الصبح بوجه لا نعرفه
يا صبحا أسود أقبلْ
واعبر صحراء الوهم الكبرى
حاصر كل مساحات العز
واغلق بالشمع الأحمر
آخر شطآن الحرية
..اليوم .....غداً
ينسى العالم هذا الجرح
تخرج كاظمة من باب التاريخ الخلفي
يتسع الجحر لذي الحية
يصبح أكبر
يصبح أكبر
لا عجب يا وطن الأموات
فحين يصير الملح رحيقا
في مأتم أزهار برية
تشتعل الآبار لتروي
أهواء النفس الهمجية
هذي الأمة تسعى نحو القبر
أرأيتم هذي الأمة كيف انتحرت
كانت تتمايل مثل نساء الليل
كانت تتعذب مثل نساء الليل
كانت تترنح سكرى
تجتر عذابات الويل
كانت مثل نساء الليل

في هذا الوقت من الصيف
( من( آب
لم يُسمح للقمرالأبيض أن يكشف أسرار العشاق
لم يُعْطَ الحقَّ
لكي يسرق آخر جرعات الأشواق
كان الأمر محاطًا بالسرية
العالم أسكت كل الأصوات
زرع الصمت على الشرفات الليلية
كي يشهد هذي الأمة
كيف انتحرت
في وطن تصبح ضحكة طفلة
حادثة تهتز لها الدولة
يمسي دجلة
نهر وشاه الليل
ويصير النهر الآخر
جرحا آخر
(خيط دخان يأتي من آبار (المقْوع
حجر يعترض النهر
والشمعة غانية تغرق
أيكون الموت دموعا
ورحيلا نحو الأعمق
قولوا ..ما شئتم
مجنون ...سكران ..أحمق
إني أومن أن البحر الأزرق
يغسل همه
يا جمهور الأمة
إني ألمح فجرا خلف الغمة
قد تسودُّ الدنيا أكثر
قد يصبح قرص الشمس الأحمر
أكثر ظلمة
إني رغم الليل أقول
إني ألمح فجرا
يتراقص كالطفل على حبل الأزمة
يا جمهور الأمة
فلنمدد أيدينا كي يعبر
فلنمدد أيدينا
فلنمدد أيدينا
505 Total read