الندامى; وأين مني الندامى
ذهبوا يَمْنة, وسرت شآما
يا أحباءنا تنكَّر دهر
كان بالأمس ثغرُه بسَّاما
ما عليكم في هجرنا من ملام
قد حملنا عن الليالي الملاما
وطوينا على الجراح قلوباً
دميت لوعة, وذابت غراما
سوف يدري من ضيع العهد أنا
منه أسمى نفساً وأوفى ذماما
نحن من لقّن الحمام فغنى
ومن الشوق عطَّر الأنساما
والندى في الرياض فيضُ دموع
من جفون لنا أبت أن تناما
كم سجا الليل والجوانح هيمى
بتباريحها تُناجي الظلاما
الندامى; وأين مني الندامى
ذهبوا يمنة وسرت شآما
الرمال العطشى وتلك نفوس
تتلظى صبابة وهيام
هوّمي يا رمال; ما دامت النعماء
يوماً, كلاّ ولا البؤس داما
قد بذلنا النفيس من كل شيء
فجنينا الأحلام والأوهاما
يا ليالي الأحلام عودي فإنا
قد عشقنا برغمنا الأحلاما
نبتدي حيث ننتهي ما بلغنا
من مرام, ولا شفيْنا أُواما