يا حبيبي لقد مررنا بهذا الـنَبْع
يوماً وحبنا دفّاق
ثم عُدنا إليه والعشب قد جـفَ
وجفت في قلبك الأشواق
هكذا قالت الطبيعة: إنا
هكذا, هكذا لقاً وفراق
يا حبيبي سيرجع العشب غضاً
وسيلهو كعهدنا العُشاق
والعصافير في الروابي تغني
والشذى والزهور والأوراق
غير قل لي ربيعنا بعدما غـاب
أيُرجى لصبحه إشراق
يا حبيبي وفي الضلوع رماد
من بقايا أيامنا عبّاق
ضعه فوق الجراح, ضعه ولـوطَرْفة
عين ـ فإنه ترياق
هذه لحظة هي الدهر; لا مـاضٍ
تولَّى, ولا غد لا يطاق
أنت لست المدان إن ذبل العُشــب
فأودى أو جفت الغدران
أنت من أنت يا رفيق حياتي
وأنا من أنا? كلانا دخان
عصفت حولنا الرياح العواتي
فهي ـ لا نحن ـ يا حبيبي تدان
إنني قد سألت قلبي لك الغفــران
يا من وجوده غفران
أي قلب وكيف يسمع قلبي
والهوى فيه صاخب غضبان
قُضي الأمر يا أحبةَ قلبي
ليس لي قدرة, ولا سلطان
يا حبيبي وليس أول جرح
كم حملنا لمن نحب جراحا
ونسينا الجراح وهي دوامٍ
والمساء الحزين والإصباحا
سوف أنسى; أنساك يا مهجة النفـس
وأنسى الهموم والأتراحا
وعليك الجناح إذ إنك الظـالم
بدءًا, أما أنا لا جُناحا
إن خوفي أن يثأر الحب ممن
داسه عامداً وولَّى وراحا