إبراهيم الأسود

1952 / سوريا

إلى السموأل عبر العصور - Poem by إبراهيم

إذا المرءُ لم يدنسْ من اللؤم عرضهُ
و عـضـهُ كلبٌ لم يُـنـجِّـسه عـضُّـهُ
وإن سُلبت من بعد ثوبه أرضُهُ
فكل رداء ٍ يرتـديه جميلُ
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمَها
و ضاقت به دنيا تجهَّمَ غيمَها
وعاب على هذي الأعاريب نومَها
فليس إلى حسن الثناء سبيلُ
تعيرنا أنا قليلٌ عديدنا
و هـيـضَ بنا واستعـبـدَتنا عبيـــدُنا
وأن لم نجد يوماً كريماً يقودُنا
فقلت لها إن الكرام قليلُ
وما قلّ من كانت بقاياه مثلنا
لو انـّـا تسامينا على منطـق الأنـــا
فهذي أعادينا وقد أحسَنوا البُنى
شباب تسامى للعلى وكهولُ
وما ضـرَّنا أنا قليلٌ وجارُنا
أبـيـحت له أعراضُـنـا و ديــارُنـــا
فإنسانُنا في قيدهِ و حمارُنا
عزيزٌ وجار الأكثرين ذليلُ
لنا جبل يحتله من نجيرهُ
أجـاره مـنـا للـعـدوِّ أجـيــرُهُ
لتشقى رعاياهُ و يبقى سريرُهُ
منيعٌ يرد الطرف وهو كليلُ
رسا أصلُه تحت الثرى وسما بهِ
غـرورٌ و قد كان امرءاً غيرَ نـابــه
طغى و بغى لما علا من حجابهِ
إلى النجم فرعٌ لا يُنال طويلُ
هو الأبلقُ الفرد الذي شاع ذكرهُ
كما شاع ذكرٌ للطواعين ِ يُكـرهُ
وبالرغم أذعـنّا وقد صار وكرُهُ
يعزّ على من رامَهُ ويطولُ
وإنا لقومٌ لا نرى القتل سُبةً
و إن جعلتنا أرجُل القوم كـبـّةً
ولسنا نرى أن نلبس العز جُبـّةً
إذا ما رأته عامرٌ وسَلولُ
يُقرِّب حبُّ الموت آجالنا لنا
لأنا سئمنا وطأة الهم والعنا
و ينأى جوارُ الله عن ولَد الزنا
وتكرهه آجالهم فتطولُ
وما مات منا سيدٌ حتف أنفهِ
و لكن برشاش الأمير وسيفهِ
و ما قام منا ذو بلاء ٍ بحيفهِ
ولا طُل منا حيث كان قتيلَ
تسيل على حد الظباة نفوسُنا
ظباتٍ بأيد ٍ ماهراتٍ تسوسُنا
بواحٌ لها أرواحُنا و فلوسُنا
وليست على غير الظباةِ تسيل
صفونا ولم نكدُر وأخلص سرُّنا
رَكبنا رُكبنا لم يعد ذا يضرُّنا
سِماحٌ على الوجهين لله درُّنا
إناث أطابت حملنا وفحولُ
علونا إلى خير الظهور وحطَّنا
وفاءٌ لمن كان اعتلانا وغطَّنا
فأعجبه استسلامُنا فتوطّنا
لوقتٍ إلى خير البطون نزولُ
فنحن كماء المزن ما في نصابنا
عصيٌّ على ما نابنا من عُصابنا
ولم يعلُنا يوماً لأجل اغتصابنا
كهامٌ ولا فينا يُعد بخيلُ
وننكر إن شئنا على الناس قولَهمْ
وإن لم نطُل شيئاً يقاربُ طَـوْلَهمْ
ولم ينطقوا يوماً لنا السبقُ أو لهمْ
ولا ينكرون القول حين نقولُ
إذا سيدٌ منا خلا قام سيدُ
علينا حَريباً يستبي و يـقـيـِّد
له من رؤوس الشعب صرحٌ مشيَّدُ
قــؤول لما قال الكرام فـعـولُ
وما أخمدت نار لنا دون طارق
ولا أوصِـدت أبـوابُـنـا دون ســارق
ولا نستحي من رفع بيض البيارق
ولا ذمّنا في النازلين نزيلُ
وأيامنا مشهورة في عدونا
فـمـا أرضـنـا حــلٌّ لــه دون جــوِّنــا
نخـيـفُ سراياهم بصورةِ بـوِّنـا
لها غررٌ معلومةٌ وحُجولُ
وأسيافنا في كل شرق ومغربِ
على وسط لـصٍّ أو بكـفِّ مـهــرِّبِ
وسوءاتُنا اللهم صلِّ على النبي
بها من قراع الدارعين فلولُ
مـعـوَّدةٌ أن لا تُسلّ نصالُها
على حِـر ِ أنثى أو يشقَّ مبالُها
ولا تُنتضى يوم الهياج ِ طوالُها
فتغمد حتى ستباح قبيلُ
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهمُ
ولا تهمسي من بابَةِ الهزء من همُ
هم فاعلمي ضرب من الناس مبهَمُ
فليس سواء عالمٌ وجهولُ
فإن بني الريان قطبٌ لقومهمْ
وكلُّ بقاع الأرض مَرعى لسوْمهمْ
وكلُّ ابن أنثى غيرهم ليس بالمُهـِمْ
تدور رحاهم حولهم وتجولُ
108 Total read